فالجواب : انّ المزاج لا يدرك الا بالانفعال والمنفعل عنه غير المنفعل [١] ، بل كان يثبت ذاته ولا يثبت لها طولا ولا عرضا ولا عمقا ، ولو أنه أمكنه فى تلك الحالة أن يتخيل يدا أو عضوا آخر لم يتخيله جزءا من ذاته ولا شرطا فى ذاته ، وأنت تعلم أن المثبت غير الذى لم يثبت والمقرّ به غير الذى لم يقرّبه ، فإذن للذات التى اثبت وجودها خاصية لها على أنها هو بعينه غير جسمه وأعضائه التى لم تثبت ، فإذن المتنبّه له سبيل إلى أن يتنبه على وجود النفس بكونه شيئا غير الجسم بل غير جسم ، وأنه عارف به مستشعر له ، فإن كان ذاهلا عنه يحتاج إلى أن يقرع عصاه.
[١] هذه الزيادة ـ من قوله : « فان قيل » ... إلى قوله : « غير المنفعل » ـ توجد فى نسختين من الشفاء مخطوطتين عندنا. والشيخ يقول فى آخر الفصل الآتى : « واما الذين جعلوا النفس مزاجا فقد علم مما سلف بطلان هذا القول ». ولم يسلف بطلانه الاّ فى هذا الموضع من هذه الزيادة.