قد فرغنا من القول فى القوى الحيوانية أيضا [١] ، فحرى بنا أن نتكلم الآن فى القوى الإنسانية. فنقول :
إن الإنسان له خواص أفعال تصدر عن نفسه ليست موجودة لسائر الحيوان. وأول ذلك أنه لما كان الإنسان [٢] فى وجوده المقصود فيه يجب أن يكون غير مستغن فى بقائه عن المشاركة ولم يكن كسائر الحيوانات التى يقتصر كل واحد منها فى نظام معيشته على نفسه وعلى الموجودات فى الطبيعة له. وأما الإنسان الواحد فلو لم يكن فى الوجود إلا هو وحده وإلا
[١] كالنباتية. [٢] الفصل الرابع من النمط التاسع من الاشارات : « اشارة ، لما لم يكن الانسان بحيث يستقل فى امر نفسه ... ». ثم ان الفصل الاول من الباب التاسع من نفس الاسفار ( ص ١١٦ ج ٤ ط ١ ) بتمامه مطالب هذا الفصل من الشفاء بتحرير آخر يغاير ما فى الشفاء قليلا. وهكذا الفصل الاول من الباب السادس من المباحث المشرقية فى كتاب النفس ( ج ٢ ص ٤٠٩ ط حيدر آباد الدكن ) قال : « الفصل الاول فى خواص النفس الانسانية وهى عشرة فمنها النطق وذلك ... ».