عرض لعضو منه أن سخّن أو برد بسبب حر أو برد حكى له أن ذلك العضو منه موضوع فى نار أو فى ماء بارد.
ومن العجائب أنه كما يعرض من حركة الطبيعة لدفع المنى تخيل مّا ، كذلك ربما عرض تخيل مّا لصورة مشتهاة بسبب من الأسباب ، فتنبعث الطبيعة إلى جمع المنى وإرسال الريح الناشرة لآلة الجماع وربما قذفت المنىّ ، وقد يكون هذا فى النوم واليقظة جميعا وإن لم يكن هناك هيجان وشبق.
وأما الإرادية فان يكون فى همة النفس وقت اليقظة شىء تنصرف النفس إلى تأمّله وتدبّره ، فإذا نام أخذت المتخيلة تحكى ذلك الشىء وما هو من جنس ذلك الشىء ، وهذا هو من بقايا الفكر التى تكون فى اليقظة ، وهذه كلها أضغاث أحلام. وقد تكون أيضا من تأثيرات الأجرام السماوية ، فإنها قد توقع بحسب مناسباتها ومناسبات نفوسها صورا فى التخيل بحسب الاستعداد ليست عن تمثل شىء من عالم الغيب والإنذار.
وأما الذى يحتاج أن يعبّر وأن يتأول فهو ما لم ينسب إلى شىء من هذه الجملة ، فيعلم أنه قد وقع من سبب خارج وأن له دلالة مّا ، فلذلك لا يصح فى الأكثر رؤيا الشاعر والكذاب والشرير والسكران والمريض والمغموم ومن غلب عليه سوء مزاج أو فكر.
ولذلك أيضا إنما يصح من الرؤيا فى أكثر الأمر ما كان فى وقت السحر ، لأن الخواطر كلها تكون فى هذا الوقت ساكنة ، وحركات الأشباح تكون قد هدأت. وإذا كانت القوة المتخيلة فى حال النوم فى مثل هذا الوقت غير مشغولة بالبدن ولا مقطوعة عن الحافظة والمصورة ، بل