responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 230

فى الصورة. وذلك لأنه ليس أن يقبل هو أن يحفظ [١] ، فصورة المحسوس تحفظها القوة التى تسمى المصورة والخيال ، وليس لها حكم ألبتة ، بل حفظ. وأما الحس المشترك والحواس الظاهرة فإنها تحكم بجهة مّا أو بحكم مّا ، فيقال إن هذا المتحرك أسود وإن هذا الأحمر حامض ، وهذا الحافظ لا يحكم به على شىء من الموجود إلا على ما فى ذاته بأن فيه صورة كذا.

[ فى اثبات القوة المتصرفة ]

ثم قد نعلم يقينا أنه فى طبيعتنا أن نركّب المحسوسات بعضها إلى بعض ، وأن نفصّل بعضها عن بعض ، لا على الصورة التى وجدناها عليها من خارج ولا مع تصديق بوجود شىء منها أو لا وجوده. فيجب أن تكون فينا قوة نفعل ذلك بها ، وهذه هى التى تسمى إذا استعملها العقل تسمّى [٢] مفكرة ، وإذا استعملتها قوة حيوانية تسمّى متخيلة.

[ فى اثبات الواهمة ]

ثم إنا قد نحكم فى المحسوسات بمعان لا نحسّها ، إما أن لا تكون فى طبائعها محسوسة ألبتة ، وإما أن تكون محسوسة لكننا لا نحسّها وقت الحكم. أما التى لا تكون محسوسة فى طبائعها [٣] فمثل العداوة والرداءة والمنافرة التى تدركها الشاة فى صورة الذئب ، وبالجملة المعنى الذى


[١] قوله : « لانه ليس ان يقبل هو ان يحفظ » يعنى ليست قوة قبول الصور هى قوة حفظها.

[٢] تسمّى متفكرة. نسخة.

[٣] راجع الفصل الرابع عشر من المسلك الخامس من الاسفار وايضا الفصل الثالث والخامس من نفس الاسفار. والجذوات ص ٩٤.

اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست