responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 14

هذا العارض الذى له إلى أن نحقّق ذاته لنعرف ماهيته ، كأنّا قد عرفنا أن لشىء يتحرك محركا مّا. ولسنا نعلم من ذلك أن ذات هذا المحرك ما هو.

فنقول : إذا كانت الأشياء ، التى يرى أن النفس موجودة لها ، أجساما ، وإنما يتم وجودها من حيث هى نبات وحيوان لوجود هذا الشىء لها ، فهذا الشىء جزء من قوامها. وأجزاء القوام كما علمت فى مواضع هى قسمان : جزء يكون به الشىء هو ما هو بالفعل ، وجزء يكون به الشىء هو ما هو بالقوة ، إذ هو بمنزلة الموضوع ؛ فإن كانت النفس من القسم الثانى [١] ، ولا شك أن البدن من ذلك القسم ، فالحيوان والنبات لا يتم حيوانا ولا نباتا بالبدن ولا بالنفس [٢] فيحتاج إلى كمال آخر هو المبدأ بالفعل لما قلنا. فذلك هو النفس وهو الذى كلامنا فيه ، بل ينبغى أن تكون النفس هو ما به يكون النبات والحيوان بالفعل نباتا وحيوانا. فإن كان جسما أيضا ، فالجسم صورته ماقلنا [٣] ؛ وإن كان جسما بصورة مّا ، فلا يكون هو من حيث هو جسم ذلك المبدأ ، بل يكون كونه مبدأ من جهة تلك الصورة ، ويكون صدور تلك الأحوال عن تلك الصورة بذاتها. وإن كان بتوسط هذا الجسم ، فيكون المبدأ الأول تلك الصورة ، ويكون أول


[١] وفى تعليقة نسخة : اى يكون الشىء ما بالقوة.

[٢] قوله ولا بالنفس يعنى بها النفس المفروض فى قوله فإن كانت النفس من القسم الثانى أى يكون الشىء بالقوة. ولا يخفى عليك ان الحيوان والنبات لا يتمّ حيوانا ولا نباتا بهذه النفس المفروضة التى هى بالقوة بعد ، ولذا قال : « فيحتاج الى كمال آخر هو المبدأ بالفعل لما قلنا ». ومعنى قوله : « لما قلنا » هو ما قال آنفا : « وانما يتم وجودها ـ اى وجود الاجسام ـ من حيث هى نبات وحيوان لوجود هذا الشىء لها ». وهو الشىء الذى يصدر عنه هذه الافعال من التغذية والتنمية والتوليد.

[٣] فى تعليقة نسخة : من انّ هذه الاثار ليست للجسمية بل لها مبدأ غير الجسمية.

اسم الکتاب : النّفس من كتاب الشّفاء لابن سینا المؤلف : حسن زاده الآملي، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست