و أما الغاية البسيطة فمثل الأكل للشبع. و المركبة مثل لبس الحرير[2]للجمال و لقتل القمّل[3]. و
هما بالحقيقة غايتان.
و أما الغاية بالفعل و الغاية بالقوة، فمثل الصورة بالفعل و الصورة
بالقوة.
و اعلم أن العلة و الغاية بالقوة[4]، بإزاء المعلول بالقوة، فما
دام العلة[5]بالقوة علة، فالمعلول بالقوة معلول. و يجوز[6]أن يكون كل واحد منهما بالفعل ذاتا أخرى، مثل أن تكون العلة إنسانا و
المعلول خشبا، فيكون الإنسان نجارا بالقوة، و الخشب منجورا بالقوة. و لا يجوز أن
تكون ذات المعلول موجودة[7]و
العلة معدومة البتة. و الذي يشكل في هذا من أمر[8]البناء و بقائه بعد البانى، فيجب أن يعلم أن البناء ليس يبقى بعد
البانى، على أن البناء معلول البانى، فإن معلول البانى هو[9]تحريك أجزاء[10]البناء
إلى الاجتماع و هو لا يتأخر عنه. و أما ثبات[11]الاجتماع و حصول الشكل فيثبت عن[12]علل موجودة، إذا فسدت فسد[13]البناء.
و تحقيق هذا المعنى و ما يجرى مجراه مما سلف[14]موكول إلى الفلسفة الأولى، فليتربص به إلى ما هناك.