responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيقاظ النائمين المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 74

بِضَنِينٍ‌.[229] و أما العيان فلا يكون إلا بالنور الكشفي موهوبة[230] لذوي اللب الذين هم عرجوا إلى الأفق الأعلى و جاوزوا إلى مقام أو أدنى‌[231] ما كذب الفؤاد ما رأى فهناك‌[232] يرون الأشياء كما هي.

فالعالم متى لم يكن علمه مستفادا من الله بلا واسطة الكتب و المعلمين فليس من ورثة الأنبياء لأن علومهم لدنية لا يستفاد إلا من الله كما قال‌ اقْرَأْ[233] وَ رَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ‌[234] و تعليم الحق غير مختص به الأنبياء لعموم قوله تعالى‌ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ‌[235] فكل من وصل في قوة سلوكه إلى حقيقة التقوى فلا بد أن يعلمه الله ما لم يكن يعلم كما قال الله تعالى‌ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ‌[236] و الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه كما روي في الحديث النبوي ص و إذا صفى مورد العلم بحقيقة التقوى و نقي مصدره من شوائب الهوى أمدته كلمات الله التي ينفذ البحار دون نفادها و هذه رتبة الراسخين في العلم الذين هم وراث الأنبياء في العلم لا المترسمين بصورة العلم المتوسمين باسمه الهاوين في مهوى الهوى و حب الرئاسة فإن قطرة من هوى النفس مكدر بحرا من العلم و نوازع الهوى مركوزة في النفوس الإنسية مستصحبة إياه من محتدها السفلي و مغرسها الهيولي و منتهى الأرض فإذا شانت العلم خطيئة من أوجه العالي و فرقته ممن‌[237] مهامه الأفكار و التخيلات الجزئية التي هي من نتائج القوى السفلية فأفسدته و غيرته عن إفادة ما يقتضيه و يوجبه إذا كان نقيا خالصا عن شوائب الهوى و الأغراض النفسية من الارتقاء إلى العالم الأعلى و مجاورة


[229] سورة التكوير 81، آية 24.

[230] م و ا: مؤدوته.

[231] ايماء الى كريمة: فكان قاب قوسين او ادنى، لسورة النجم.

[232] سورة النجم 53، آية 11.

[233] حذفت فى النسختين.

[234] سورة العلق 96، آيات 3، 4، 5.

[235] سورة البقرة 2، آية 282.

[236] سورة النحل 16، آية 128.

[237] ا: عمن‌

اسم الکتاب : إيقاظ النائمين المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست