responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إيقاظ النائمين المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 22

كلما لا يكون للعقل سبيل إلى معرفة ذاته و كنه هويته فغير موجود بهذا المعنى فالوحدة الحقيقة بشرط لا و غيب الغيوب حيث لا يكون لأحد من الناس قدم في شهوده و إدراكه إلا من جهة آثاره و مظاهره يصدق عليه أنه غير موجود لغيره على أن الوجود قد يطلق على المأخوذ من الوجدان و هو أيضا مرجعه إلى الوجود الرابطي فيكون مسلوبا عنه تعالى إذ لا يمكن نيله و ظهوره لأحد إلا من جهة تعيناته و مظاهره لكن تحققه بذاته و كماله بنفسه و وجوده بالفعل لا بالقوة و بالوجوب لا بالإمكان فذاته يظهر بذاته على ذاته في مرتبة الأحدية الصرفة المعبر عنها بالكنز المخفي و يظهر بعد هذا الظهور ظهور آخر على غيره بل على ذاته أيضا و هو الظهور طور بعد طور في المظاهر المعبر عنها بقوله فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف و هذا الظهور الثانوي هو مشاهدة الذات القيومية الإلهية في المرائي العقلية و النفسية و الحسية و ذاك كل شاهد و عارف و يتميز كل ذكي و بليد و عالم و جاهل على حسب درجات الظهور و خفائه و طبقات المدارك كمالا و نقصانا و التكثر فى الظهورات و التفاوت في الشئونات لا يقدح وحدة الذات و لا ينثلم الكمال الواجبي و لا يتغير به الوجود الثابت الأزلي عما كان بل الآن أيضا كما كان حيث كان و لم يكن معه شي‌ء كما قيل‌

و ما الوجه إلا واحد غير أنه‌

إذا أنت عددت المرايا تعددا

 

. إيقاظ:

لا يخبأن عن فطانتك و لا يحجبن عن بصيرتك أن الوجود مرادف للنور و معناه يرجع إلى الظهور و مراتبه و الظلمة عبارة عن عدم النور و النور هو الوجود كما علمت فالعدم مرادف للظلمة فدرجات العدم كدرجات الظلمة في كونه قد يكون حقيقيا و قد يكون إضافيا فالعدم الحقيقي يرجع إلى ممتنع الوجود[68] و هو الظلمة الحقيقية التي لا خبر عنه و لا حكم عليه إلا بحسب اللفظ أو الفرض التقديري و العدمات الإضافية عبارة عن قصورات الوجود و درجات نقصان الفعلية و الظهور كمراتب ظلالات النور الشمسي الحسي الحاصلة


[68] نسخة م: ممتعة

اسم الکتاب : إيقاظ النائمين المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست