فمن جملة تلك الآيات قوله تعالى فَأَيْنَما
تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ[45] اللَّهُ
بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً[46] وَ أَحاطَ
بِما لَدَيْهِمْ[47] وَ هُوَ
اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَ فِي الْأَرْضِ[48] هُوَ
الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْباطِنُ[49] كُلُّ
شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ[50] وَ هُوَ
مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ[51] وَ نَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ[52] وَ نَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَ لكِنْ لا تُبْصِرُونَ[53] و أمثال هذه
الآيات في القرآن كثيرة بل و مثل قوله تعالى وَ لِلَّهِ ما فِي
السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ[54] وَ لِلَّهِ
مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ[55] أَلا لَهُ
الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ[56] وَ لِلَّهِ
الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ[57] يرجع إلى
الآيات السابقة في اشتمالها على معنى التوحيد الخاص و كل من طريقي العالي و القصير
أي المؤول و المشبه انحراف عن الاعتدال الذي هو طريق الراسخين في العلم و المعرفة
و تخلل فاء السببية بين شطري الآية في قوله تعالى وَ لِلَّهِ
الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ دليل واضح على
حمل سابقها على معنى التوحيد و إلا فلا وجه