responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 44

نشأتك الأولى إلى الفطرة الثانية و النشأة الآخرة فقد وقع أجرك على الله بل الله مولاك و هو آجرك و جزاك كما قال‌ وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‌

الفصل (13) في نعت القرآن بلسان الرمز و الإشارة [1]

اعلم أيها المتدبر المتأمل أن القرآن إذا كشف نقاب العزة عن وجهه و رفع جلباب العظمة و الكبرياء عن سره يشفي كل عليل داء الجهل و يروي كل غليل طلب الحياة و الحقيقة و يداوي كل مريض القلب بعلل الأخلاق الذميمة و أسقام الجهالات المهلكة- و

عن رسول الله ص: إن القرآن هو الدواء و إن القرآن غني لا فقر بعده و لا غنى دونه‌

و القرآن هو حبل الله المتين النازل إلى هذا العالم النجاة المقيدين بسلاسل التعلقات و أغلال الأثقال و الأوزار من حب الأهل و الولد و الجاه و المال و شهوة البطن و الفرج و الذهب و الفضة و الخيل و طول الآمال و هو مع عظمة قدره و مأواه و رفعه سره و معناه مما تلبس بلباس الحروف و الأصوات و اكتسى بكسوة الألفاظ و العبارات رحمة من الله للعباد و شفقة على خلقه و تأنيسا لهم و تقريبا إلى أفهامهم و مداراة معهم و منازلة إلى أذواقهم و إلا فما للتراب و رب الأرباب ففي كل حرف من حروفه ألف رمز و إشارة و غنج و دلال و جلب لقلوب العشاق المشتاقين إلى روح الوصال فوقع النداء من عالم السماء لتخليص الأسراء من هذا المهوى و سجن الدنيا بقوله‌ وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى‌ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‌.

فبسطت شبكة الحروف و الأصوات مع حبوب المعاني لصيد طيور السماوات- و لكل طير رزق خاص يعرف ذلك مبدع الخلائق و منشيها و معيدها و مبدئها و إنما الغرض الأصلي اصطياد نوع خاص من الطيور السماوية برزق مخصوص سماوي من‌


[1] إلى القرآن التكويني العقلي و النفسي و غيرهما حتى كلام الله الذي في مرتبة العلم العنائي، س قده‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست