اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 7 صفحة : 315
على أن لها بداية لا يكون قبلها نفس فاندفع ذلك السؤال[1].
و الجواب الثاني أن النفوس الباقية بعد المفارقة لا كل لها فلا
يكون لها مجموع حقيقي إذ لا ارتباط لبعضها ببعض بحيث يتمكن من عدها و حصرها فلا
يلزم ما ذكروه من نهاية الحوادث.
و الجواب الثالث أنا و لئن سلمنا تناهي النفوس الناطقة و حدوثها في
الماضي- و لكن لا يلزم من ذلك تناهي الحوادث لجواز أن يكون الحوادث غير متناهية في
الماضي مع تناهي النفوس و حدوثها بأن يتشكل الفلك بشكل غريب[2]يحدث فيه نوع من الحيوانات لم يوجد قبل ذلك و
لا يوجد بعده و يكون الإنسان من هذا القبيل و حينئذ يكون نوعه حادثا بعد أن لم يكن
فلا يلزم من تناهيها تناهي الحوادثو هذا الجواب سيخيف جدا و صدوره عجيب عن باعث
حكيم فإن العناية الإلهية[3]كيف
تقصر عن إيجاد أشرف الأنواع الطبيعة في أزمنة غير متناهية و لا يحفظ
[1]لعل هذه الحجة مذكورة في المطارحات مصدرة بإن قلت و نحوه
فعبر عنها بالسؤال، س قدس سره
[2]أي بوضع غريب لا يخفى أنه لا يلزم مع ذلك تناهي النفوس لأن
غرابة ذلك الوضع لو سلمت فهي بالنسبة إلى ما في الدورة الواحدة من الأدوار و
الأكوار و السماء ذات الرجع- و ذات أدوار و أكوار غير متناهية فيتفق ذلك الغريب
مرارا غير متناهية مثل أنه اتفق في متصف دورة من فلك الثوابت يتفق في المتصف في
دوراته الأخرى، س قدس سره
[3]أجاب ره عنه بأربعة أجوبة- أحدها أن العناية الإلهية تأبى
انقطاع هذا النوع الذي هو أشرف الأنواع الطبيعية و الحال أنها قديم وجود ما هو أخس
منه و فيه أن العناية كما تراعي حال هذا النوع كذلك تراعي حال غيره من المقتضيات و
الشرائط و العلل المعدة و من الجائز أن يكون استعداد الأوضاع و الأحوال لظهور هذا
النوع استعدادا محدودا مؤجلا فيوجد النوع و يعيش في الأرض بتعاقبه الأفراد زمانا
ثم ينقرض ثم يستأنف الاستعداد بعد حين فيوجد ثانيا من رأس و هكذا و يكون زمان وجود
النوع أكثر من زمان فقده و قد أعطت العناية كل ذي حق حقه.
و أما قوله مع أنه يديم و يحفظ وجود أنواع هي أدون و أخس منها
فكأنه يريد به كليات العناصر الأربعة عندهم و الأجرام العلوية التي ذهبوا إلى دوام
وجودها و قد عرفت الكلام فيها- و الثاني جريان قاعدة إمكان الأشرف في كليات
الأنواع و فيه أن جريان القاعدة تتوقف على ثبوت الأخس و قد عرفت الكلام فيه.
و الثالث أن ثبوت المثل النورية التي لها عناية بأفراد أنواعها
المادية ينافي خلو الوجود عن كليات أنواعها و لو لحظة من الزمان و فيه أنها على
تقدير ثبوتها ليست بعلل تامة و إنما هي فواعل تتوقف فعلية تأثيرها على اجتماع
شرائطه و تمامية الاستعداد و من الجائز كما عرفت أن يكون في أكثر الأوقات لا في
جميعها و على نحو المرة بعد المرة لا على نحو الاتصال المداوم- على أنك قد عرفت
الكلام على المثل في أبحاث الماهية من السفر الأول.
و الرابع أن تلك الصورة اسم إلهي عند العرفاء و تجل من تجليات الحق
الأول و فيه أنها ليست من الأسماء الكلية بل اسم كوني و الأسماء الكونية لا يجب
فيها الدوام و الاستمرار و نظيره الكلام في التجليات، ط مد ظله
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 7 صفحة : 315