اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 7 صفحة : 264
الخامس من جهة إخراج ما بالقوة إلى ما بالفعل
للنفوس في باب كمالاتها العلمية و العملية فإن شيئا من الأشياء إذا
كان بالقوة في كمال ثم صار بالفعل في ذلك الكمال- فمخرج ذاته من حد القوة إلى حد
الفعل لا يمكن أن يكون ذاته و إلا لكان الأمر الواحد مفيدا و مستفيدا عن نفسه
لنفسه.
و أيضا لو كانت الذات بذاتها مقتضية للخروج من القوة إلى الفعل لما
كانت بالقوة أصلا و أيضا الخارج من القوة إلى الفعل أشرف و أكمل من حيث الفعل و
أخس و أنقص- من حيث القوة و القبول فلو كان خروجه منها إليه من تلقاء ذاته لكانت
ذاته أشرف من ذاته و ذاته أنقص من ذاته ليفعل و يقبل و يكمل و يستكمل و بالجملة
يلزم أن يكون معطي الكمال قاصرا عنه.
فإذن النفس العاقلة لا تستطيع أن تخرج ذاتها من القوة إلى الفعل و من
العقل الهيولاني إلى العقل الصوري بواسطة الاستعداد و التهيؤ الذي هو العقل
بالملكة[1]فلا بد من معلم
قدسي و مصور عقلي متوسط بين الفياض الحق تعالى و النفوس المستفيضة- المستكملة
بالعقل بالفعل فهو واهب الصور بإذن الله و يجب أن يكون بريئا من القوة و الانفعال
و إلا لاحتاج إلى مكمل آخر يخرجه من القوة إلى الكمال و يعود الكلام إليه أيضا
فيتسلسل و هو محال أو ينتهي إلى مكمل لا يكون فيه شوب قوة استعدادية و ليس هو
الواجب القيوم بلا واسطة إذ النفوس كثيرة و الواجب واحد محض فلا بد من متوسط عقلي
و قد علمت في مباحث العقل و المعقول أن قياس العقل الفائض منه على قابلية النفس و
صيرورتها عقلا بالفعل متحدة به قياس النور الفائض من الشمس بإذن ربها على البصر إذ
به يصير البصر بصرا بالفعل بعد ما كان بالقوة في باب الأبصار و به يصير المبصرات
مبصرات بالفعل بعد ما كانت مبصرات بالقوة و قوة البصر تتحد بالنور
[1]مراده بكون العقل بالملكة استعدادا مع كونه فعلية بالصور
البديهية و لذا يطلق عليه الملكة التي تقابل العدم و القوة أنه ما به الاستعداد و
قد مر تلازم الاستعداد و ما به هو، س قدس سره
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 7 صفحة : 264