responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 20

فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَ أَوْحى‌ فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها و لما تمت له كتابة الجميع أمرنا بمطالعة هذا الكتاب الحكمي و قراءة هذه الآيات الكلامية و الكتابية و التدبر فيها بقوله‌ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ‌ و بقوله تعالى‌ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ‌ و قوله‌ أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌ و قوله‌ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَ قُعُوداً وَ عَلى‌ جُنُوبِهِمْ وَ يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا و حيث كنا في الابتداء ضعفاء العقول ضعفاء الأبصار كما قال تعالى‌ خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً فلم يكن تصل قوة أنظارنا إلى أطراف هذه الأرقام و أكناف هذه الكلمات العظام لتعاظم حروفها و تعالي كلماتها و تباعد أطرافها و حافاتها و قد ورد عن بعض المكاشفين أن كل حرف من كلام الله في اللوح‌ [1] أعظم من جبل قاف و إن الملائكة لو اجتمعوا على أن ينقلوه لما أطاقوه فتضرعنا إليه بلسان احتياجنا و استعدادنا إلهنا ارحم على قصورنا و لا تؤيسنا عن روحك و رحماتك و اهدنا سبيلا إلى مطالعة كتبك و كلماتك و وصولا إلى مرضاتك و جناتك فتلطف بنا بمقتضى عنايته الشاملة و حكمته الكاملة و رحمته الواسعة و قدرته البالغة فأعطى لنا نسخة مختصرة من أسرار كتبه و أنموذجا وجيزا من معاني كلماته التامات فقال تعالى‌ وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ‌ و المراد منها نفوس الكمل من الأنبياء و المرسلين لأن نفس كل واحد منهم كلمة تامة نازلة من عند رب العالمين- كِتابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ‌ مشتمل على آيات الملك و الملكوت و أسرار قدرة الله و الجبروت ثم اصطفى من بينهم كلمة جامعة أوتيت جوامع الكلم و أرسل إلينا رسولا كريما و نورا مبينا و قرآنا حكيما و صراطا مستقيما و تنزيلا من العزيز الرحيم- فجعل نسخة وجوده نجاة الخلق من عذاب الجحيم و كتابه خلاصا من ظلمات الشياطين- و القرآن النازل معه براءة العبد من سلاسل تعلقات النفس و وساوس إبليس اللعين.


[1] أي في لوح القضاء و في مرتبة العلم التفصيلي الذي هو عالم أرباب الأنواع التي كل حرف منها مشتمل على كل الحروف الكونية أو في لوح سجل الوجود فإن كل حرف من الحروف التكوينية بما هو علم أعظم و أشمخ من جبل قاف بما هو معلوم، س قده‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست