responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 175

جاعلة جميع الهموم هما واحدا فلأجل ذلك يكون الإقبال على المعشوق الحقيقي أسهل على صاحبه من غيره فإنه لا يحتاج إلى الانقطاع عن أشياء كثيرة بل يرغب عن واحد إلى واحد.

لكن الذي يجب التنبيه عليه في هذا المقام أن هذا العشق و إن كان معدودا من جملة الفضائل إلا أنه من الفضائل التي يتوسط الموصوف بها بين العقل المفارق المحض و بين النفس الحيوانية و مثل هذا الفضائل لا تكون محمودة شريفة على الإطلاق في كل وقت- و على كل حال من الأحوال و من كل أحد من الناس بل ينبغي استعمال هذه المحبة في أواسط السلوك العرفاني و في حال ترقيق النفس و تنبيهها عن نوم الغفلة و رقدة الطبيعة و إخراجها عن بحر الشهوات الحيوانية و أما عند استكمال النفس بالعلوم الإلهية و صيرورتها عقلا بالفعل محيطا بالعلوم الكلية ذا ملكة الاتصال بعالم القدس فلا ينبغي لها عند ذلك الاشتغال- بعشق هذه الصور المحسنة اللخمية و الشمائل اللطيفة البشرية لأن مقامها صار أرفع من هذا المقام و لهذا قيل المجاز قنطرة الحقيقة و إذا وقع العبور من القنطرة إلى عالم الحقيقة فالرجوع إلى ما وقع العبور منه تارة أخرى يكون قبيحا معدودا من الرذائل- و لا يبعد أن يكون اختلاف الأوائل في مدح العشق و ذمه من هذا السبب الذي ذكرناه- أو من جهة أنه يشتبه العشق العفيف النفساني الذي منشؤه لطافة النفس و استحسانها- لتناسب الأعضاء و اعتدال المزاج و حسن الأشكال و جودة التركيب بالشهوة البهيمية- التي تنشأها أفراد القوة الشهوانية.

و أما الذين ذهبوا إلى أن هذا العشق من فعل البطالين‌

[1] الفارغي الهمم فلأنهم لا خبرة لهم بالأمور الخفية و الأسرار اللطيفة و لا يعرفون من الأمور إلا ما تجلى للحواس- و ظهر للمشاعر الظاهرة و لم يعلموا أن الله تعالى لا يخلق شيئا في جبلة النفوس إلا لحكمة جليلة و غاية عظيمة.


[1] بل التعطيل من فعل العاشقين على أنه رب تعطيل في أرباب استعداد الكمال الحقيقي خير من الاشتغال بالأمور الدنيوية فلا يحتاج صاحبه إلى التخلية بل يكفيه التحلية، س قده‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 175
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست