responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 111

يحرك على سبيل الشوق و التوجه إلى ذلك الإمام و الايتمام به على أن الكل مشتاقون إلى جمال رب العالمين رقاصون لأجل ما ينالون من روح وصال أول الأولين ففي كل لحظة يتجدد لهم بالحركة شوق و طرب آخر يرد على ذواتهم و بسبب ذلك الوارد القدسي- يقع لهم حركة أخرى يؤدي بهم تلك الحركة إلى نيل شوق آخر و لذة أخرى و هكذا إلى ما شاء الله و يترشح منهم من الفضائل و الخيرات التي لهم ما يليق بهذا العالم من الأشعة- و الأضواء المستقيمة [1] و المنعكسة و المنعطفة مما يستعد به الهيولى للصور و الكمالات- التي تفاض عليها من المبدإ الفعال في كل وقت و هكذا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها.

المبحث الثاني في بيان أن الموجودات العائدة و الكائنات الواقعة في مراتب الصعود

التي في عالم التركيب في غاية الجودة و أفضل النظام فنقول إن الأمور الواقعة في هذا العالم لما كان نظامها متعلقا بحركات الأفلاك و أوضاعها و نظام الأفلاك ظل لنظام عالم القضاء الإلهي الذي قد علمت أنه في غاية التمام و الكمال و لما تبين و تحقق مرارا أن هذه الموجودات غير صادرة على سبيل البخت و الاتفاق كما نسب إلى ذيمقراطيس- و لا على طريقة الإرادة الجزافية كما توهمه الأشاعرة و لا عن إرادة ناقصة و قصد زائد كإرادتنا المحوجة إلى دواع خارجة عن ذاتنا و لا بحسب طبيعة لا شعور لها بذاتها فضلا عن شعور بما يصدر عنها كما ذهبت إليه أوساخ الدهرية و الطباعية بل النظام المعقول المسمى عند الحكماء بالعناية مصدر لهذا النظام الموجود فيكون في غاية ما يمكن من الخير و الفضيلة فعلى هذا يلزم أن لا يكون في هذا العالم بالنظر إلى الأسباب و العلل أمر جزافي أو اتفاقي بل كله ضروري فطري بالقياس إلى طباع الكل سواء كان طبيعيا بحسب ذاته كحركة الحجر إلى أسفل أو قسريا كحركته إلى فوق أو إراديا كحركة الحيوان‌


[1] النازلة من النير على الأرض المنعكسة الراجعة على خط و محور نزلت و المنعطفة على خط آخر بحيث حصل بينهما زاوية و منها الواقعة على المياه التي حول الأرض منعطفة على الأرض فالشمس إذا كانت في المشرق مثلا ينفذ بعض خطوطها الشعاعية مستقيمة في الأرض و بعضها منعطفة إليها و ذلك لأن ربع الأرض الفوقاني الشمالي مكشوف من الماء و ربعها التحتاني الشمالي و ربعها الفوقاني الجنوبي و التحتاني الجنوبي مغمورة في الماء، س قده‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 7  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست