اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 269
هناك سوى الجوهرين جوهر ثالث كما ذكره.
و بالجملة الجوهرية لا ينقل من العلة إلى المعلول لأنها مفهوم واحد
لا تفاضل فيه و لا تعدد من حيث المعنى و المفهوم.
و أما الوجود فالحق فيه كما سبق أنه بنفس حقيقته و ذاته يكون متقدما
و متأخرا و جاعلا و مجعولا و تعدده و تكثره ليس من نحو تكثر مفهوم واحد كلي نوعي
أو جنسي لأن تعدد المعاني و الماهيات إنما يكون بالوجود و تعدد الوجود بنفسه كما
تعرفه الراسخون في العلم و حرمت هذه المعرفة على غيرهم و ما يقع منه في الذهن و
يعرضه العموم و الكلية ليس حقيقة الوجود بل وجها من وجوهها و حكاية عنها و هو
المفهوم العام المصدري.
و الحاصل أن جوهرية العلة و الجزء لجوهرية المعلول و المركب في أنها
جوهرية و هي أقدم و أفضل في أنها موجود من جوهرية المعلول و المركب و ملاك التقدم
و الفضيلة في الوجود نفس الوجود كما مر فالجسمية أقدم بالوجود من الحيوانية لا في
الجوهرية و كذا الحيوان أولى و أقدم وجودا من الإنسانية لا بالجسمية و الجوهرية
فكما أنه لحقت الجسمية بالإنسان بتوسط الحيوان في كونها موجودة لا في كونها جسمية
فكذلك لحقت الجوهرية بالحيوان بتوسط الجسمية في كونها موجودة لا في كون الجوهرية
جوهرية و كذا لو لا جوهرية الجزءين موجودة ما كان مجموعهما جوهرا موجودا لا أنه لو
لا جوهرية الجزءين جوهرية- ما كان مجموعهما جوهرا لأن الجوهرية للمجموع كالجوهرية
للجزءين من غير تفاوت و ليست إحداهما مستفادة من الأخرى فلا وجه للتفريع الذي ذكره
من قوله- فيكون الجوهرية بالجسم أولى منه بالمجموع.
و أما الجواب عن البحث الرابع
فنقول إن من قال بنفي العلية و المعلولية- و التقدم و التأخر في
الماهيات الجوهرية بل في الماهيات مطلقا هم الحكماء المشاءون- و من مذهبهم أن
للوجود صورة في الأعيان بل الصورة العينية لكل شيء ليست إلا
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 269