اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 201
صدقا[1]خارجيا كما هو
في القضايا الخارجية كقولنا الإنسان كاتب أو أبيض فالمضاف بهذا المعنى موجود لصدق
قولنا السماء فوق الأرض و زيد أب و هذا بخلاف الأمور الذهنية كقولنا الحيوان جنس و
الإنسان نوع فإن الجنسية و النوعية و ما أشبههما ليست من الأحوال الخارجية التي
تثبت للأشياء في الأعيان بل في الأذهان.
و بهذا يعلم فساد رأي من زعم من الناس أن الإضافة غير موجودة في
الأعيان بل من الاعتبارات الذهنية كالكلية و الجزئية.
و احتج عليه [الإضافة غير موجودة] بأمور
الأول أن الإضافة لو وجدت في الخارج لزم التسلسل
لأنها تكون لا محالة موجودة حينئذ في محل فكونها في المحل شيء و
كونها في نفسها شيء آخر فإن الأبوة مفهومها غير معنى كونها في محلها فيكون
إضافتها إلى المحل إضافة أخرى و الكلام فيها كالكلام في الأول و يلزم منه التسلسل
فأجاب الشيخ عنه بأن قال يجب أن ترجع في حل هذه الشبهة إلى حد المضاف المطلق.
فنقول المضاف هو الذي له ماهية معقولة بالقياس إلى غيره فكل شيء في
الأعيان- يكون بحيث ماهيته إنما يعقل بالقياس إلى غيره فذلك الشيء من المضاف لكن
في الأعيان أشياء كثيرة بهذه الصفة فالمضاف في الأعيان موجود.
ثم إن كان في المضاف ماهية أخرى فينبغي أن يجرد ما له من المعنى
المعقول بالقياس إلى غيره فذلك المعنى هو بالحقيقة المعنى المعقول بالقياس إلى
غيره و غيره إنما هو معقول بالقياس إلى غيره بسبب هذا المعنى و هذا المعنى ليس
معقولا بالقياس إلى غيره بسبب شيء غير نفسه بل هو مضاف لذاته فليس هناك ذات و
شيء هو الإضافة
[1]فإن قلت الصدق الخارجي يقتضي كون الاتصاف خارجيا و أما كون
الصفة موجودة في الخارج فلا فإن ثبوت شيء لشيء في ظرف لا يقتضي ثبوت الثابت فيه
كما في قولنا زيد أعمى قلت بل يقتضي ثبوت الثابت فيه في الجملة و إن كان ثبوتا
ضعيفا غير مستقل و قد مر تحقيق ذلك في الأمور العامة فتدبر، إسماعيل ره
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 201