اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 158
و ظهور للدم الصافي و احمرار للوجه.
و إذا طرأ على النفس خوف أو ألم ينقبض الروح إلى الداخل و بتوسطه
يحدث في البدن انقباض في الوجه و اصفرار في الوجه و هكذا القياس في سائر الكيفيات
النفسانية و العوارض البدنية و كما أن الروح مطية للقوى النفسانية فالدم أيضا مركب
لهذه الروح يتحرك بحركتها تارة إلى الخارج و تارة إلى الداخل و ذلك إما دفعة و إما
قليلا قليلا و الحركة إلى الخارج قد يكون للذة و النشاط و قد يكون للغضب و قد يكون
للرجاء و التوقع و ما يجري مجراه و الحركة إلى الداخل قد يكون للألم و الحزن و قد
يكون للخوف و الهرب و الفكر و ما يجري مجراه.
ثم الحركات الخارجية و الداخلية متفاوتة في الزمان كالسرعة و البطء و
في الكم كالانبساط و الانقباض و في الكيف كاشتداد الحرارة و الحمرة في الدم و
مقابلاهما و كذا يتفاوت الحركة في هذه المعاني بحسب اشتداد الكيفية النفسانية
الباعثة إياها و ضعفها ففي الغضب الشديد يتحرك الروح مع مركبه الذي هو الدم إلى
الخارج دفعة.
و ربما ينقطع مدده أو ينطفي بسبب الاحتقان فيموت صاحبه و في الفرح
يتحرك يسيرا يسيرا إذا كان الفرح معتدلا و في الفرح المفرط و إن كانت حركته بحسب
الزمان بطيئا لكن بحسب الكم يكون انبساطه عظيما فربما يؤدي إفراطه إلى زوال الروح
بالكلية و كذا الحال في الحركة إلى الداخل ففي الفزع الشديد دفعة و في الحزن قليلا
قليلا و فيهما أيضا قياس ما ذكرنا على العكس و قد يتفق أن يتحرك إلى الجهتين في
وقت واحد إذا كانت الكيفية النفسانية يعرضها عارضان مثل الهم فإنه قد يعرض معه غضب
و حزن فيختلف الحركتان و مثل الخجل فإنه ينقبض أولا إلى الباطن ثم يعود العقل
فينبسط المنقبض فيثور إلى الخارج و يحمر اللون
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 158