اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 157
و أما الرابع
فلأن اللوازم البدنية متخالفة لأن ضعف القلب يلزمه عند حصول الموذي
الذي يخصه خمود من الحرارة الغريزية و استيلاء من البرودة و ضيق الصدر يلزمه كثيرا
عند حصول الموذي الذي يخصه اشتعال من الحرارة الغريزية.
و أما الخامس
فلأن الأسباب الاستعدادية متخالفة فإن ضعف القلب قد يتبع لا محالة
رقة الروح بإفراط و برد المزاج و ضيق الصدر قد يتبع كثافة الروح و سخونة مزاجه
فصل (14) في سبب عروض هذه العوارض البدنية لأجل تكيف النفس بتلك
الكيفيات النفسانية
اعلم أن العوالم متطابقة و النشأة متحاكية كل ما يعرض في أحد العوالم
ينشأ منه ما يوازنه[1]و يحاكيه في
عالم آخر و هكذا الإنسان عالم صغير مشتمل على ثلاث مراتب أعلاها النفس و أدناها
البدن بما فيه من الخلط الصالح و هو الدم و أوسطها الروح فكما سنح في النفس كيفية
نفسانية يتعدى أثر منه إلى الروح و بواسطته ينزل في البدن و كلما يسنح حالة
جسمانية للبدن يرتقي أثر منه بواسطة الروح إلى النفس فالنفس و البدن متحاذيان
متحاكيان لعلاقة السببية و المسببية بينهما بوجه- و كما أن جوهر أحدهما يحاكي جوهر
الآخر فكيفه لكيفها و انفعاله لانفعالها و استحالته لاستحالتها و هكذا حكم الروح
الذي هو برزخ بينهما فإذا طرأت كيفية نفسانية كاللذة سواء كانت عقلية أو خيالية
مثلا و هو كما علمت صورة كمالية علمية أو خيالية يطرأ بسببها انبساط في الروح
الدماغي المعتدل و بتوسطه للبدن اهتزاز
[1]و السر فيه أن الوجود حقيقة واحدة ذات نشئات متفاوتة
بالكمال و النقص فالكامل حكاية للناقص بنحو الكمال و الناقص حكاية للكامل بنحو
النقصان لأجل ذلك قيل إن العلة حد تام للمعلول و المعلول حد ناقص للعلة فافهم
إسماعيل ره
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 4 صفحة : 157