responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 325

و الناطق فهي موجودات توجد بوجود زيد ذاتا بل عين زيد وجودا فإن في الخارج ما هو زيد بعينه الضاحك و الكاتب و الحيوان و الناطق و لا يلزم‌ [1] من اندراج زيد تحت الجوهر بالذات و كون الجوهر ذاتيا له أن يكون الجوهر ذاتيا للكاتب و الضاحك و الناطق فكذلك الموجود الذهني فإن من جملة الحقائق الكلية العلم و إذا وجد فرد منه في الذهن فإنما يتعين ذلك الفرد منه بأن يتحد بحقيقة المعلوم كما أن الجسم إنما يوجد في الخارج إذا كان فيه متكمما متشكلا متحيزا ناميا أو جمادا و عنصرا أو فلكا و بها يتعين حقيقة هذا الجسم كذلك العلم إنما يتعين و يتحصل- إذا اتحد بحقيقة المعلوم فكان العلم جنسا قريبا و الكيف المطلق جنسا بعيدا [2].

و تحصل العلم و تعينه إنما هو بانضمام الحقيقة المعلومة إليه متحدة معه- بحيث يكون في الواقع ذاتا واحدة مطابقة لها فهذه الذات الواحدة علم من حيث جنسها القريب و كيف من حيث جنسها البعيد و من مقولة المعلوم من حيث تحصلها و تعينها كما أن زيدا في الخارج حيوان من حيث جنسه القريب و جوهر من حيث جنسه البعيد و من مقولة الكم و الكيف و غيرهما من حيث تشخصه و تعينه- و يكون اتحاد المعلوم معها اتحاد العرضي مع المعروض فصح أن العلم من مقولة الكيف و الكيف ذاتي له من حيث إنه علم و هو في الواقع بعينه حقيقة المعلوم.

و على هذا لا يتوجه الإشكال بأن العلم لكونه من صفات النفس وجب أن يكون من مقولة الكيف و من حيث إن حقيقة المعلوم وجدت في الذهن يجب أن يكون من مقولة المعلوم فيلزم أن يكون حقيقة واحدة من مقولتين.

لأن محصل هذا التحقيق أن العلم من مقولة الكيف بالذات لكون تلك المقولة جنسه و مفهوم المعلوم متحد مع العلم ذاتا و وجودا في الذهن و من تلك‌


[1] عدم الوجود باعتبار تعدد الوجود هنا و فيما نحن فيه الوجود متحد كما ذكرناه، س ره‌

[2] لا يخفى أنه مصادرة لأنه حيث لا يكون هنا حيثية تقييدية انضمامية لا يكون مصحح لحمل الكيف لكونه من المحمولات بالضميمة و قس عليه قوله في موضعين آخرين مما يأتي اللهم إلا أن يبنى على مذهب القوم و على القيام الحلولي، س ره‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 325
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست