responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 322

عندنا إليه البرهان فالشي‌ء إنما يتعين بوجوده الخارجي أو الذهني و مع قطع النظر عن الوجودين ليس له حقيقة أصلا لا جوهرية و لا عرضية و لا مبهمة و لا معينة فإذا وجد فإن كان من حيث الوجود لا يستدعي موضوعا يقوم به كان جوهرا و إلا لكان عرضا و كذا بالنظر إلى وجوده الذاتي إن كان قابلا للأبعاد كان جسما و إن كان مقتضيا للنمو و التغذي كان ناميا و قس عليه الحساس و المتحرك و الناطق و الصاهل- فظهر أن انتزاع هذه الذاتيات من الذات إنما يمكن بشرط وجود تلك الذات في الخارج تحقيقا أو تقديرا و إذا لم تلاحظ وجودها الخارجي بل لوحظت بشرط الوجود الذهني صلحت لأن ينتزع منها الذاتيات العرضية من العلم و الكيف و أمثالهما- و إن لوحظت بشرط مطلق الوجود من غير ملاحظة خصوص أحد الوجودين‌ [1] لم يصلح لأن يشار إليها و تعين لها حقيقة من الحقائق و لا يحيط بها تعبير الألفاظ- و تأدي العبارات و تحديد الإشارات بل يكون لها الإطلاق الصرف و اللاتعين البحت- فإذا تقرر هذا فنقول معنى انحفاظ الماهيات و عدم انفكاك الذاتي عن ذي الذاتي في الوجودين‌ [2] هو أن الذهن عند تصور الأشياء إنما يلاحظ هذه الصورة الذهنية العرضية لا من حيث وجودها الذهني بل يلاحظها من حيث وجودها العيني الخارجي الذي به تعين مقولته من حيث إنه جوهر مثلا و جسم و نام و يحكم عليها


[1] حقيقة الوجود المطلق البسيط النوري لم يصلح لأن يشار إليها لأن الإشارة تنال المتعينات و تلك الحقيقة بذاتها لا تعين لها و إن كانت عين الهوية و ليس الكلام فيها بل الكلام في الماهية المطلقة المبهمة المأخوذة معها و قد علمت أن المتعينات منها اعتبارية فضلا عن المطلقة المبهمة التي هي من المعقولات الثانية ففرق بين ما لا يقبل الإشارة و لا يحيط به العبارة من لا شيئية و بين ما لا يقبلهما من فرط الشيئية- و التحصل و النورية فقوله بل يكون لها الإطلاق الصرف قضية موجبة و لا وجود لموضوعها، س ره‌

[2] هذا معنى آخر لانحفاظ الذاتي إذ قد ظهر أولا أن معناه انحفاظ الماهية المطلقة التي لوحظت بشرط مطلق الوجود و قد ترقى هاهنا بإثبات انحفاظ ذاتيات الحقيقة الخارجية التي هي مرتبة من الماهية المطلقة في الحقيقة الذهنية بأخذها آلة لحاظ الخارجية فيجري على الذهنية أحكام الخارجية و ذاتياتها كما يسري إلى الخارجية أحكام الذهنية فالماء الذهني مثلا جوهر بجوهرية الماء الخارجي و هكذا جسميته و سيلانه و نحوهما، س ره‌

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 322
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست