اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 27
بل يكون واجبا بنفسه أوليا بينا عند العقل بذاته كالقول بأن الشيء
شيء[1]و أن الشيء
ليس بنقيضه و أن النقيضين لا يجتمعان و لا يرتفعان في الواقع و عن الواقع- فكذلك
القول في باب التصور فليس إذا احتاج تصور إلى تصور يتقدمه يلزم ذلك في كل تصور بل
لا بد من الانتهاء إلى تصور يقف و لا يتصل بتصور سابق عليه كالوجوب و الإمكان و
الوجود فإن هذه و نظائرها معان صحيحة مركوزة في الذهن مرتسمة في العقل ارتساما
أوليا فطريا فمتى قصد إظهار هذه المعاني بالكلام فيكون ذلك تنبيها للذهن و إخطارا
بالبال و تعيينا لها بالإشارة من سائر المرتكزات في العقل- لإفادتها بأشياء هي
أشهر منها.
و أما إثبات الوجود لموضوع هذا العلم أي الموجود بما هو موجود فمستغن
عنه بل غير صحيح بالحقيقة لأن إثبات الشيء لنفسه غير ممكن لو أريد به حقيقة
الإثبات و خصوصا إذا كان ذلك الشيء نفس الثبوت فإن الثابت أو الموجود أو غيرهما
من المرادفات نفس مفهوم الثبوت و الوجود كما أن المضاف[2]بالحقيقة هو نفس الإضافة لا غيرها إلا بحسب المجاز سواء كان
الوجود وجود شيء آخر أو وجود حقيقته و ذاته و هو بما هو هو أي المطلق لا يأبى
شيئا من القسمين و ليس يستوجب ببرهان و لا تبيين بضرورة أن الكون في الواقع دائما
هو كون شيء فقط أو كون نفسه البتة بل البرهان و الحس أوجبا القسمين جميعا الثاني
كالوجود الذي لا سبب له و الأول كالوجود الذي يتعلق بالأجسام فالوجود الغير
المتعلق بشيء هو موجودية نفسه و الوجود العارض هو موجودية غيره
[1]لأن ثبوت الشيء لنفسه ضروري لكن لا بد من التغاير
الاعتباري كما في الحد و المحدود لئلا يلزم حمل الشيء على نفسه، س ره
[2]و المضاف حقيقي و هو نفس الإضافة و مشهوري و هو ما يعرضه
الإضافة و كذا الكلي فالموجود الحقيقي هو الوجود و المشهوري هو الماهية المعروضة،
ه ره
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا الجزء : 1 صفحة : 27