responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 24

أو طبيعيا بل لأنه موجود هو صالح لأن يوصف بوحدة أو كثرة و ما ذكر معهما فإذن كما أن للأشياء التعليمية أوصافا و خواص يبحث عنها في الرياضيات من الهيئة و الهندسة و الحساب و الموسيقي و للأشياء الطبيعية أعراضا ذاتية يبحث عنها في الطبيعيات‌ [1] بأقسامها كذلك للموجود [2] بما هو موجود عوارض ذاتية يبحث عنها في العلوم الإلهية- فموضوع العلم الإلهي هو الموجود المطلق و مسائله إما [3] بحث عن الأسباب القصوى لكل موجود معلول كالسبب الأول الذي هو فياض كل وجود معلول من حيث إنه وجود معلول و إما بحث عن عوارض الموجود بما هو موجود و إما بحث عن‌


[1] و هي ثمانية إذ يبحث فيها عن الجسم الطبيعي بما هو واقع في التغير فأما مطلقا و هو المسمى بسماع الطبيعي و سمع الكيان أي الطبع من الكائن و بالجملة المراد به أول ما يسمع في الطبيعيات و يعنون مباديها في الزمان و المكان و النهاية و الحركة و السكون و غير ذلك و أما مقيدا بأنه بسيط أما مطلقا و هو المسمى بعلم السماء و العالم و يعرف فيه أحوال الأجسام البسيطة و الحكمة في صنعها و نضدها و غير ذلك أو من حيث يقع فيه الانقلاب و الاستحالة و هو علم الكون و الفساد و يعرف فيه كيفية التوليد و التوالد و كيفية اللطف الإلهي في انتفاع الأجسام الأرضية- من أشعة السماوات في نشوها و حياتها و استبقاء الأنواع مع فساد الأشخاص بالحركات السماوية و أما مقيدا بأنه يتركب إما بغير مزاج تام و هو علم الآثار العلوية و يبحث فيه عن كائنات الجو من السحب و الأمطار و الثلوج و الرعد و البرق و قوس و قزح و الهالة و غير ذلك أو مع مزاج تام بلا نمو و إدراك و هو علم المعادن أو مع نمو بلا إدراك و هو علم النبات أو معه بلا تعقل و هو علم الحيوان أو معه و هو علم النفس و لكل من الإلهي و الرياضي و الطبيعي فروع مذكورة في الكتب، س ره‌

[2] و المصنف ربما يعبر بالوجود و ربما يعبر بالموجود كلاهما بمعنى واحد لأن الموجود الحقيقي هو الوجود، ه ره‌

[3] هذا الذي ذكره من أقسام البحث تبعا لما ذكره من قبل مبتن على قسمة غير دائرة بين النفي و الإثبات لا أنه يشير إلى لم البحث و سببه القريب و الأوضح في المقام أن يقال إنا بعد ما نتخلص من غائلة السفسطة بإثبات مطلق الواقعية و الموجود الذي كان السوفسطي يشك فيه أو ينفيه لا نرتاب في أن هناك موجودات كثيرة نذعن بها و كذلك لا نشك أنا ربما أخطأنا فأخذنا ما ليس بموجود موجودا أو أخذنا ما هو موجود غير موجود فمست الحاجة الأولية إلى تميز الموجود عن غيره حتى نبني عليه نظرنا و علمنا و إنما يتيسر ذلك بالضرورة بالبحث عن أحكام الموجود العام سواء كانت أحكامه العامة- أو الخاصة بنوع من أنواعه كقولنا الوجود بما هو وجود أصيل دون الماهية و الوجود بما هو وجود حقيقة مشككة و قولنا الموجود قد يكون واجبا و قد يكون ممكنا- و الممكن قد يكون جوهرا و قد يكون عرضا و هكذا و لما كان غير الموجود منفيا عن الواقعية مرفوعا عن الأعيان باطلا في ذاته كانت أقسام الموجود و كذلك أحكامها جميعا من سنخ الموجود المطلق و لازم ذلك أن يرجع محمولات المسائل التي هي أعراض ذاتية لموضوعاتها إلى سنخ الموضوعات و يرجع الأبحاث بالحقيقة إلى تقسيمات الموجود المطلق و خواص أقسامه الوجودية و لازم ذلك أن تكون الفلسفة باحثة عن الأقسام الأولية للموجود المطلق كالواجب و الممكن و الواحد و الكثير و عن الأقسام الثانوية- كموضوعات سائر العلوم من حيث وجودها و يتبين به أيضا أن سائر العلوم محتاجة إليها من جهة إثبات وجودها و لو لم تكن بديهية، ط مد

اسم الکتاب : الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست