responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحاشية على الإلهيات المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 234

فيكون حركة و عنوا بها ما يعم الحركات الأربع الواقعة في مقولة الكم و الكيف و الأين و المتى و جعلوا الكون و الفساد أي حدوث الجوهرية و زوالها حركة أيضا أما على سبيل المساهلة أو لتجويزهم وقوع الحركة في الصورة المادية فإن جماعة منهم جعل الطبيعة نفس الحركة و لعل مرادهم وقوع التدرج فيها قوله و قد يكون الفاعل بذاته فاعلا و قد يكون بقوة و الذي بذاته فمثل الحرارة إلى آخره‌ قد علمت أن الفاعل قد يكون بالذات و قد يكون بالعرض فاعلم هاهنا أن الفاعل بالذات قد يكون بذاته فاعلا أي بلا توسط فاعل مباشر للفعل و قد لا يكون بذاته فمثال الأول و هو الفاعل القريب كالحرارة للتسخين و غيره فإنها لو فرضت موجودة مجردة عن فاعل قبلها لفعلت آثارها و كالقوة المحركة للأوتار و الأوتار للأعضاء و مثال الفاعل لا بذاته و هو الفاعل البعيد سواء كان بمرتبة كالصورة النارية لآثارها فإنها تفعل بواسطة الحرارة أو بمراتب كالنفس للحركة الاختيارية فإنها علة بعيدة لها بوسائط من القوى فإن المحرك القريب للأعضاء هي الأوتار و محرك الأوتار هو القوة الفاعلة المباشرة لتحريكها و قبلها القوة الشوقية و يقال لها الباعثة و قبلها التصور للفائدة و التصديق بها و قبله النفس الحيوانية بقوتها الوهمية و الخيالية إن كانت الحركة حيوانية أو النفس العاقلة بتوسط العقل العملي رئيس سائر القوى المدركة و المحركة في الإنسانية إن كانت الحركة فكرية و الشيخ قد عد في الطبيعيات أصناف القوى و ترتيبها سيما ما ذكره في كتاب النفس‌

[الفصل الثالث: في مناسبة ما بين العلل الفاعلية و معلولاتها]

قوله فصل في مناسبة ما بين العلل الفاعلية و معلولاتها فنقول ليس الفاعل كل ما أفاد إلى آخره‌ يريد بيان كيفية المناسبة بين الفواعل و معلولاتها فبين أن تلك المناسبة لا يجب أن تكون بالمماثلة بل قد يكون و قد لا يكون إذ ليس كل ما أفاد وجودا أفاده مثل نفسه أي في الماهية بل ربما أفاد وجودا مثل وجود ماهية و ربما لم يفد كذلك بل أفاد وجودا لا مثل وجوده في الماهية مثال هذا كالنار تسود أي تفعل السواد و ليس السواد مثل النار و مثال الأول كالحرارة تفعل السخونة و السخونة نحو من الحرارة ثم الفاعل الذي يفعل وجودا نحو وجود نفسه ربما كان وجوده أقوى و أولى في الطبيعة المشتركة بينه و بين مفعوله من وجود ذلك المفعول و ربما لم يكن و المشهور عند الجمهور هو القسم الأول فقط و ليس ما ظنه الجمهور ببديهي و لا بصحيح عند الشيخ و تابعيه من كل وجه إلا إذا كان المفاد نفس الوجود الحقيقية للشي‌ء المعلول بأن يكون فاعلية الفاعل في نفس وجود الطبيعة التي للمعلول بما هو وجوده و نفس الحقيقة بما هي حقيقة لا بأن يكون الوجود وجودا خاصا و الحقيقة حقيقة شخصيته فحينئذ يكون المعطي أولى و أقوى بما يعطيه و يفيده من المعطى له المستفيد اللهم إلا أن يكون الفاعل أجل من أن يوصف بما يفيده فمثال ذلك معطي العلم و القدرة و كل ما هو كمال للوجود بما هو موجود فإنه لا محالة أولى بالعلة المفيدة من المعلول و مثال الثاني معطي حقيقة النار و هو العقل الفعال و المراد من الوجود و الحقيقة هاهنا شي‌ء واحد و الحاصل أن وجود الفاعل المفيد لنفس الوجود أولى بطبيعة الوجود من وجود ما يصدر منه و أما إذا لم يكن الفاعل مفيدا لنفس الحقيقة بل لوجود شي‌ء خاص من طبيعة كحرارة خاصة أو نار مخصوصة أو غيرهما فليس الحكم هناك على هذا السبيل بل تحتاج إلى تفصيل و هاهنا نكتة يجب التنبيه عليها و هي أن الفاعل إن كان فاعلا حقيقيا كما هو عند الإلهيين لا ما سماه الطبيعيون و المتكلمون كمبادي الحركات و المعدات ففاعليته لا محالة في نفس طبيعة الوجود فيكون في العلة أولى و أقوى و يكون المعلول بالذات من سنخ طبيعة العلة الفاعلية إلا أن من ضرورة كون العلة مفيدة و المعلول مفادا أن لا يكون المعلول مثل العلة في شدة الوجود و كماله بل يكون أضعف منه و أنقص فإن كان اختلاف الوجودات في الشدة و الضعف مطلقا يكون اختلافا مستلزما لاختلاف الماهيات فيلزم بين كل علة فاعلة للوجود و معلول اختلاف في الماهية و إلا فأمكن أن يكون بين الفاعل و ما يليه من المعلول القريب مماثلة ما في النوع و أما إذا كان الفاعل غير ما ذكرناه كما في عرف الطبيعيين و غيرهم فالأقسام المذكور كلها متصورة كما سيفصله‌

[في بيان المفيد للوجود و المستفيد للوجود]

قوله و لنعد من رأس فنقول إن العلل لا يخلو إما أن يكون عللا للمعلولات إلى آخره‌ الأسباب الفاعلية منقسمة بحسب الظاهر إلى ما يكون عللا لمعلولات مشاركة لها في نحو وجودها كالحركة إذا كانت علة للسخونة و كالحرارة إذا كانت علة للحركة في الكم كالتخلخل و للحركة في الأين كالصعود و كالبرودة إذا كانت علة للحركتين كالتكاثف و الهبوط و كغير هذه من أمثلة كثيرة مشابهة لما ذكر قوله و لنكلم العلل و المعلولات التي يناسب الوجه الأول و لنورد إلى آخره‌ يريد بيان‌

اسم الکتاب : الحاشية على الإلهيات المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست