اسم الکتاب : نهاية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 260
والإضافة والجدة
والجوهر ـ حركةٌ.
أمّا الفعل والانفعال
، فقد اُخِذ في مفهومَيْهما التدريج ، فلا فرد آنيُّ الوجود لهما ، ووقوع الحركة
فيهما يستدعي الانقسام إلى أجزاء آنيّةِ الوجود ، وليس لهما ذلك.
على أنّه يستلزم الحركة في الحركة.
وكذا الكلام في المتى ، فإنّه لمّا كان
هيأةً حاصلةً من نسبة الشيء إلى الزمان وهي تدريجيّة بتدّرج الزمان فلا فردٌ آنيُّ
الوجود له حتّى تقع فيه الحركة المنقسمة إلى الآنيّات.
وكذا الجدة ، فإنّ التغيّر فيها تابعٌ
لتغيُّرِ موضوعها ، كتغيُّر النعل أو القدم في التنعّل ـ مثلا ـ عمّا كانتا عليه.
وأمّا
الجوهر ، فوقوع الحركة فيه يستلزم تحقُّقَ
الحركة من غير موضوع ثابت باق ما دامت الحركة ، ولازِمُ ذلك تحقُّقُ حركة من غير
متحرِّك».
ويمكن المناقشة
فيما أوردوه من الوجوه.
أمّا فيما ذكروه في الفعل والانفعال
والمتى ، فبجواز وقوع الحركة في الحركه على ما سنبيّنه إن شاء الله [١].
وأمّا الإضافة والجدة ، فإنّهما مقولتان
نسبيّتان كالوضع ، وكونهما تابَعيْن لأطرافهما في الحركة لا ينافي وقوعَها فيهما
حقيقةً ، والاتّصاف بالتبع غير الاتّصاف بالعرض.
وأمّا ما ذكروه في الجوهر ، فانتفاء
الموضوع في الحركة الجوهريّة ممنوعٌ ، بل الموضوع هو المادّة ، على ما تقدّم بيانه
[٢] ، وسيجيء
توضيحه إن شاء الله [٣].