اسم الکتاب : نهاية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 259
بالكميّات نظير
الاستقامة والاستواء والاعوجاج ، ظاهرٌ ، فإنّ الجسم المتحرّك في كمّه يتحرّك في
الكيفيّات القائمة بكمّه ألبتّةَ.
وأمّا
الكم ، فالحركة فيه تغيُّرُ الجسم في كمّه
تغيّراً متّصلا منتظماً متدرّجاً ، كالنموّ الذي هو زيادة الجسم في حجمه زيادةً
متّصلةً بنسبة منتظمةً تدريجاً.
وقد
اعتُرِض عليه[١] : أنّ النموّ إنمّا يتحقّق بانضمام
أجزاء من خارج إلى أجزاء الجسم. فالحجم الكبير اللاحق كمٌّ عارضٌ لمجموع الأجزاء
الأصليّة والمنضمّة ، والحجم الصغير السابق هو الكمّ العارض لنفس الأجزاء الأصليّة
، والكمّان متباينان غير متّصلَيْن لتبايُنِ موضوعَيْهما. فالنموّ زوالٌ لكمٍّ
وحدوثٌ لكمٍّ آخر ، لا حركةٌ.
واُجيب
عنه[٢]
: بأنّ انضمام الضمائم لا شكّ فيه ، لكنّ الطبيعة تبدِّل الأجزاءَ المنضمّة إلى
صورة الأجزاء الأصليّة ، وتزيد به كميّة الأجزاء الأصليّة زيادةً متّصلةً منتظمةً
متدرّجةً ، وهي الحركة كما هو ظاهرٌ.
وأمّا
الأين ، فوقوع الحركة فيه ظاهرٌ ، كما في
انتقالات الأجسام من مكان إلى مكان ، لكنّ كون الأين مقولةً مستقلّةً في نفسها لا
يخلو من شكّ.
وأمّا
الوضع ، فوقوع الحركة فيه أيضاً ظاهرٌ ، كحركة
الكرة على محورها ، فإنّ وضْعَها يتبدّل بتبدُّل نِسَبِ النقاط المفروضة على سطحها
إلى الخارج عنها تبدّلا متّصلا تدريجيّاً.
قالوا [٣] : «ولا تقع في سائر المقولات ـ وهي
الفعل والانفعال والمتى
[١] والمعترض الشيخ
الإشراقيّ ومتابعوه ، كما في الأسفار ج ٣ ص ٨٩. وتعرّض له وللإجابة عليه أيضاً
المحقّق الآملي في درر الفوائد ص ٢١١ ـ ٢١٢.
[٢] راجع الأسفار ج
٣ ص ٨٨ ـ ٩٣ ، ودرر الفوائد ص ٢١٢.
[٣] والقائل أكثر من
تقدَّمَ على صدر المتألّهين؛ فراجع الفصل الثالث من المقالة الثانية من الفن
الأوّل من طبيعات الشفاء ، والمباحث المشرقيّة ج ١ ص ٥٩٣ ـ ٥٩٤ ، وشرح المقاصد ج ١
ص ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ، والنجاة ص ١٠٦ ـ ١٠٧ ، وكشف المراد ص ٢٦٥ ـ ٢٦٦.
اسم الکتاب : نهاية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 259