اسم الکتاب : نهاية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 186
كقولنا : «الإنسان
ضاحك» ، ويسمّى أيضاً «حمل
المواطاة».
والثاني
: أن يتوقّف ثبوت المحمول للموضوع على
اعتبار أمر زائد كتقدير ذي أو الاشتقاق ، كقولنا : «زيد عدْلٌ» أي ذو عدل ، أو
«عادلٌ».
وينقسم أيضاً إلى بتّيٍّ وغير بتّيٍّ.
والأوّل : ما كان لموضوعه أفراد محقّقة
يصدق عليها بعنوانه ، كقولنا : «الإنسان كاتب» و «الكاتب متحرّك الأصابع».
والثاني : ما كان لموضوعه أفراد مقدّرة
غيرُ محقّقة ، كقولنا : «المعدوم المطلق لا يخبر عنه» ، وقولنا : «إجتماع
النقيضَيْن محالٌ».
وينقسم أيضاً إلى بسيط ومركّب ويسمّيان
«الهليّة البسيطة» و «الهليّة المركّبة».
والهليّة
البسيطة ما كان المحمول فيها وجود الموضوع ، كقولنا
: «الإنسان موجود».
والهليّة
المركّبة ما كان المحمول فيها أثراً من آثاره
وعرضيّاً من عرضيّاته ، كقولنا : «الإنسان ضاحك» ، فهي تدلّ على ثبوت شيء لشيء
بخلاف الهليّة البسيطة حيث تدلّ على ثبوت الشيء.
وبذلك يندفع ما أورده بعضهم [١] على كليّة قاعدة الفرعيّه القائلة : «إنّ
ثبوت شيء لشيء فرعُ ثبوت المثبت له» ، بانتقاضه بمثل قولنا : «الماهيّة موجودة» ، حيث
إنّ ثبوت الوجود للماهيّة ـ بناءً على ما تقتضيه قاعدة الفرعيّة ـ فرعُ ثبوت
الماهيّة ، وننقل الكلام إلى ثبوتها فهو فرعُ ثبوتها قبلُ ، وهلمّ جرّاً ، فيتسلسل.
والجواب[٢] ـ على ما
تحصّل ـ : أنّ القضيّة هليّة بسيطة ، والهليّة البسيطة إنّما تدلّ على ثبوت الشيء
لا على ثبوت شيء لشيء حتّى تقتضي وجوداً للماهيّة قبلَ وجودها ، هذا.
[١] تعرّض لهذا
الإيراد صدر المتألّهين في الأسفار ج ١ ص ٤٣ ، والمشعر الخامس من كتاب المشاعر ص
٢٧ ، ورسالة في اتّصاف الماهية بالوجود المطبوعة ذيل رسائل صدر المتألّهين ص ١١٠.
[٢] كذا أجاب عنه
صدر المتألّهين في الأسفار ج ١ ص ٤٣ ، والمشعر الخامس من المشاعر ص ٢٧ ، (ورسائل
صدر المتألّهين) ص ١١٥ ـ ١١٦.
اسم الکتاب : نهاية الحكمة المؤلف : العلامة الطباطبائي الجزء : 1 صفحة : 186