______________________________ «و
إذا رأيت الطالع الخير» مثل الحمل لبعض المطالب، و الثور لبعضها «فقال عليه
السلام لي تقضي» أي تحكم بأن للنجوم تأثيرا أو لذلك الطالع أثرا أو بالمجهول
أي إذا ذهبت في الطالع الخير تقضي حاجتك «قلت (إلى قوله) كتبك» و لا تعتقد بما
تظن من علمها.
اعلم أنه قد ورد الأخبار
الكثيرة في الكافي و غيره بأن للنجوم تأثيرا و روي في الأخبار الكثيرة تهديدات
شديدة في تعليمها و تعلمها و لا أعلم خلافا بين أصحابنا في حرمتها، و الذي يظهر من
الأخبار الكثيرة أن النهي (إما) لسد باب الاعتقاد فإنه يفضي إلى القول بأنها
مستبدة في التأثير و هي المؤثرة كما قاله كفرة المنجمين و هم طائفتان، فطائفة لا
يقولون بالواجب بالذات، بل يقولون إنها الواجب و طائفة يقولون بهما و هم مشركون
فلما كان هذا العلم يفضي إلى مثل هذه الاعتقادات الفاسدة نهى الشارع عن تعلمها و
تعليمها لئلا يفضي إليها.
(و أما) بالنظر إلى الموحدين
الذين يقولون بحدوثها و إن لها تأثيرا مثل تأثير السقمونيا و الفلفل و لا شعور لها
(أو) قيل بشعورها و تأثيرها لكنها مسخرات بتسخير الواجب بالذات (فالظاهر) أن هذا
الاعتقاد على سبيل الإجمال لا يضر و أما بالتفصيل الذي يقوله المنجمون فإنه و هم
محض و قول بما لا يعلم لأنه لا يمكن الإحاطة به إلا من علمه الله تعالى من
الأنبياء و الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين و لهذا ورد عن الصادق عليه السلام أنه
قال إنكم تنظرون في شيء (منها- خ) كثيره لا يدرك و قليله لا ينفع (لا ينتفع به-
خ) و قال أمير المؤمنين صلى الله عليه و آله و سلم للمنجم الذي نهاه عن الخروج:
إنك تنهاني عن الخروج لذلك الكوكب إنه في الهبوط فهل تدري الكوكب الفلاني و الكوكب
الفلاني؟ فقال: لا، فقالإنهما في الصعود، كذب المنجمون و رب الكعبة
اسم الکتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) المؤلف : المجلسي، محمد تقى الجزء : 4 صفحة : 197