______________________________ باب
ما جاء فيمن لم يحسن وصيته عند الموت «روى العباس بن عامر عن أبان» في الموثق كالصحيح «عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يحسن» أي لم يعلم كيف يوصي
فإن الغالب على الناس أنهم يوصون لأولادهم أن المال الفلاني لفلان و الفلاني لفلان
و يزيدون و ينقصون بلا مزية و نقص فيهم بل لمجرد هوى النفس و الحال أن الله تعالى
أعلم كما قال تعالى لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً[1].
بل ينبغي أن يوصي
بالواجبات التي عليه أولا ثمَّ بالمندوبات من الخيرات و الصدقات و لهذا جعل الله
تعالى ثلث المال له حتى يصرفه فيما ينفعه (أو من) الإحسان و إيقاعه حسنا و يرجع
إلى الأول «عند الموت» و قد أتم الله تعالى الحجة عليه عنده براحة
الموت حتى يوصي «وصيته» مصدر و يطلق على الموصى به.
«كان نقصا في مروءته» و إنسانيته
كأنه ليس بإنسان لأنه لا يعرف خيره من شره «و عقله» و كأنه ليس بعاقل لذلك،
بل العاقل من يوصي في حال صحته لأنه كثيرا ما لا يبقى له عقل و شعور حتى يوصي
بالمعروف و الأعقل من يفعل ما يلزمه في حياته و كان وصيا لنفسه كما ورد الأخبار
الكثيرة بأنه: كن وصي نفسك.
«و قال: إن رسول الله
صلى الله عليه و آله أوصى إلى علي عليه السلام» في قضاء ديونه و تنجز
مواعيده كما رواه العامة و الخاصة متواترا، و ذكر ثقة الإسلام في كتاب الحجة من