responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 2

عهد مؤلف الياقوت‌

: و ذلك أيضا غير معلوم. زعم صاحب كتاب تأسيس الشيعة انه عاش في القرن الثاني و صاحب «خاندان نوبختي» يعتقد انه عاش في النصف الاول من القرن الرابع.

و مستند صاحب تأسيس الشيعة ان الجاحظ قال في كتابه «البخلاء»: «كان أبو نواس يرتعي على خوان اسماعيل بن نوبخت ...» و ان أبا نواس مات سنة ثمان و تسعين و مائة و قيل قبل ذلك، فلا بد أن يكون اسماعيل بن اسحاق المذكور من أعيان المائة الثانية.

ثم نقل عن صاحب الرياض أيضا ان أبا نواس الشاعر كان معاصرا لاسماعيل ابن نوبخت‌ [1].

و هذا الدليل مبني على كون اسم مؤلف الياقوت اسماعيل، لا ابراهيم كما ذكره العلامة و مع الشك في ذلك يبقى هذا الاستدلال أيضا مشكوكا فيه.

ثم اني عند مراجعتي للكتاب جمعت قرائن يستنبط منها زمان المؤلف الا ان عند مراجعتي لكتاب خاندان نوبختى رأيت فيه تحقيقا شيّقا في ذلك و ذكر انه استفاد قسما منه من المغفور له العلامة شيخ الاسلام الزنجاني، فاستحسنت هنا نقل كلامه اذ رأيت فيه غنى عما كنت عازما عليه من التحقيق مضافا الى كونه مذكر ما كان من الصداقة بيني و بين العلامة شيخ الاسلام المرحوم.

قال: «يمكننا أن نخمن من مطالعة كتاب الياقوت عهد مؤلفه، فأولا المؤلف أتى في آخر كتابه تبعا لابي سهل النوبختي مبحث الامامة اثر مبحث النبوة، و عنون فيه مسئلة الغيبة و ايرادات أهل السنة على الامامية فيها و ما فيما بين الشيعة من الاختلاف في الفتاوى، و أجاب عنها، فيعلم منها ان عصر مؤلف الياقوت متأخر عن الغيبة أولا، و بعد عصر وجد اختلاف بين الامامية في تعداد الائمة، و هذا العصر كما أشرنا إليه سابقا لا ينطبق على قبل النصف الاول من القرن الرابع، فذلك يقارن أواخر حيات أبي سهل اسماعيل بن علي النوبختي.

و ثانيا اعتنى الشيخ ابو إسحاق النوبختي في الياقوت في مواضع بنقض الآراء المخصوصة للاشاعرة و رئيسهم ابو الحسن علي بن اسماعيل الأشعري، فانه و ان لم يصرح باسمه و لكن توجد في الكتاب فقرات من المقالات الخاصة للاشعري التي هو منفرد بها و لم يسمع قبله من أحد، و خصوصا في المسائل الثلاثة- اثبات الصفات القديمة، و الكسب، و الكلام النفساني- التي من المقالات و الموضوعات الشخصية لابي الحسن الاشعري، و الشيخ أبو اسحاق رد هذه المقالات و طعن في قائليها و سمى الكسب و الكلام النفساني هذيانا.

و الامام الاشعري ولد في 260 و كان حتى قرب أربعين من عمره- يعني حتى أوائل القرن الرابع- حاضرا لحلقة أبي علي الجبائى و تابعا له، و من هذه السنة فارق استاذه و نشر مقالات خاصة بنفسه و أسس المذهب الاشعري.

فيعلم من هذا انه الى حدود السنة 300 الهجرية- و بل حتى مدة بعدها- ما كان لمذهب الاشاعرة قوة و لآرائها انتشارا حتى يعتني أحد بردها، و من الشواهد على هذا انه ليس في فهرس التأليفات الكلامية لابي سهل النوبختي و أبي محمد حسن موسى كتابا او اشارة في رد العقائد الاشعرية، مع انهم عاشوا في عصر واحد، و كأن في أيام حياتهما التي لا يتجاوز 311 لم ينشر الاشعري آراءه كما هو حقه، و بأقرب الاحتمالات كان هذا الانتشار في القسم الاخير من عمره، يعني بين سنين 310 و 324.

فلا بد أن يكون رد عقائده بتوسط الشيخ أبي إسحاق النوبختي بعد هذه الايام و ان لم يكن زمانه بعد الاشعري فلا شك انه لا يتقدم على الدورة الاخيرة من عمره.

و كما يعلم من اشارات العلامة الحلي في أنوار الملكوت كان عصر الشيخ أبي إسحاق متقدما بكثير على عصر السيد المرتضى (355- 436) و ابي الحسين محمد ابن علي البصري المعتزلي المتوفى عام 436، و هذان المتكلمان الكبيران قبلا ببعض آراء صاحب الياقوت، وردا على البعض الاخر.

ثم ان مؤلف الياقوت نقض القول المشهور لابي بكر محمد بن زكريا الرازي في باب اللذة فلهذا أيضا لا يمكن أن يكون متقدما على محمد بن زكريا المتوفى 320» [2].

الشارح‌

: هو جمال الدين أبو منصور حسن بن سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي، المعروف بالعلامة الحلى- ره- الذي شرح كتاب الياقوت و سماه «أنوار الملكوت».

ولد رحمه اللّه في 648 و عاش 77 عاما و كانت وفاته في 21 المحرم من سنة 736 [3].

كان- ره- من مشاهير الفقهاء و الاصوليين و المتكلمين، و كان في العلوم العقلية تلميذا للخواجة نصير الدين الطوسي- ره- و يذكر ذلك في مقدمة كتابه «كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد» و يثني على استاذه بالتحقيق و التدقيق و الاعراض عن طريقة المغاربة و المغالطة.

و كان رحمه اللّه تلميذا لعدة من كبار العلماء:

1- منهم خاله المحقق صاحب الشرائع و المعتبر و المختصر النافع- ره-.

2- و أبوه الشيخ سديد الدين يوسف- ره-.

3- و ابن عم أمه الشيخ نجيب الدين يحيى صاحب الجامع- ره-.

4- و السيد الجليل جمال الدين أحمد بن طاوس العلوي- ره-.

5- و السيد الجليل رضي الدين علي بن طاوس العلوي- ره-.

6- و الشيخ ميثم بن علي بن ميثم البحراني- ره-.

7- و الشيخ نجم الدين دبيران الكاتبي القزويني و كان من أفاضل علماء الشافعية و عارفا بالحكمة.

8- و الشيخ برهان النسفي.

9- و الشيخ عز الدين الفاروقي الواسطي من فقهاء أهل السنة [4].

و له- رحمه اللّه- تأليفات كثيرة مشهورة ذكر منها في كتابه خلاصة الرجال أربعا و خمسين، و أضاف عليها في كتاب تأسيس الشيعة من خط الشيخ زين الدين في حاشية الخلاصة عشرا أخر أعرضنا عن سرد أساميها لشهرتها و لكونها موجودة في أكثر التراجم، كما طوينا عنان القلم في ترجمته- ره- أيضا لذلك روما للاختصار.

الشرح‌

: لئن كان الاغلاق و الاعضال معمولا متداولا في كتب القدماء فلكتاب الياقوت من بينها حظ أكثر من ذلك و قد صرح به العلامة حيث قال: «الا انه صغير الحجم، كثير العلم، مستصعب على الفهم، في نهاية الايجاز و الاختصار، بحيث يعجز.

عن تفهمه أكثر النظار» و الشارح- ره- أظهر مدى تسلطه و قدرته في شرح العبارات المشكلة و الموجزة التي يقرب أحيانا من حد الالغاز، على أنه لم يقتصر على الشرح فقط، بل أضاف كلما رأي لزوما مطالب ثمينة تعلو بها قيمة الكتاب.

و من خصوصيات الشرح ان الماتن ينقل الآراء و الاقوال دون أن يشير الى قائليها، و الشارح رفع هذا النقص و عيّن القائلين و الفرق المنتسبين بها، و لا يخفى أهمية هذا العمل على المحققين في تأريخ الكلام و الباحثين عن عقائد الفرق المختلفة.

على ان الشارح- ره- بشرحه هذا الكتاب حفظ لنا متنا قيما من المتون الكلامية القديمة الذي لولاه لكان عرضة للضياع و التلف كما هو شأن العديد من الكتب و الرسائل الثمينة للعلماء السالفين، و لولاه لما كان عندنا عن الياقوت خبر و لا أثر، كما انك لا ترى اسم الكتاب أو اشارة إليه في فهرستي ابن النديم و الطوسي مع كونهما من علماء الامامية و ان ابن النديم كتب فهرسه في 387 و توفي في 460 الهجرية و كانا قريبين من عصر المؤلف.

نسخ الكتاب‌

: النسخ التي استفدت منها في المقابلة و التصحيح سبعة كما يلي:

1- نسخة المكتبة المركزية لجامعة طهران رقم 282 و هي من الكتب التي اهداها السيد الجليل السيد محمد مشكاة الى المكتبة. و ليس فيها تأريخ الكتابة و لكن النسخة مع أربعة كتب اخرى كلها بخط واحد و النسخ كتبها على اكبر قزنچاهي في سنة 1036. أشرت إليها بعلامة (الف).

2- نسخة كلية الحقوق بجامعة طهران رقم 146 ج. منضما الى كتاب مناهج اليقين للعلامة- ره- بدون تأريخ، يظهر انها مكتوبة في القرن الحادي عشر و الاشارة إليها (ب).

و هناك أقدم شكري للسيد المحترم محمد تقي دانش‌پژوه الذي مكنني من استنساخ النسختين و مقابلتهما.

3- نسخة السيد السميعي، استعارها صديقي العزيز الدكتور سيد حسن صفوي للمقابلة. بدون تأريخ و مشحونة بالاغلاط، و لكني استفدت منها أحيانا في بعض اختلافات النسخ و رمزت لها (ج). و هناك اقدم شكري الجزيل للدكتور صفوي و السيد السميعي. 4- نسخة مكتبة ملك برقم 241 جاء في آخرها «تم في النصف من شهر رمضان عام 1276 من نسخة مكتبة آستان قدس المكتوبة في عام 754 و عليها اجازة الشهيد أعلى اللّه مقامه بخطه الشريف».

و الكاتب ذكر اسم الشهيد- ره- و اجازته و لكنه غير معلوم انه الشهيد الاول أو الثاني. و النسخة كتبة بدقة و خط جيد و رمزت لها (د).

5- نسخة اخرى لمكتبة ملك جاء في آخرها «تم الكتابة في شهر رجب المرجب سنة 1065» رمزت لها (ه).

6- نسخة اخرى لمكتبة ملك ناقص. سقط منه المسألة السادسة من المقصد الثاني عشر الى آخر الكتاب، بدون تأريخ يظهر أنها أقدم من السابقتين رمزت لها (و).

و هناك أقدم شكري الجزيل للسيد السهيلي مدير المكتبة الذي أعطاني النسخ للمقابلة و كانت عندي زهاء شهر.

7- نسخة لمكتبة السيد فخر الدين النصيرى الاميني رقم 271 جاء في آخرها: «في تأريخ عشرين رجب المبارك سنة خمس و ثلثين و سبعمائة (735)» و بظهر الكتاب: «أنهى المولى الشيخ العالم الزاهد الورع العلامة عز الدين حسن ابن موسى من أوله الى آخره ... (كلمة غير مقرؤه) و بحثا و فهما و ضبطا في مجالس آخرها ثامن عشر جمادي الآخرة من سنة أربع و ستين و سبعمائة، و كتب حسن محمد بن خشنام».

و هذه النسخة وصلت الى حين الطبع و حين كان التصحيح و المقابلة قد تم مع النسخ الستة السابقة، و لكني استفدت ما تيسر لي منها، و هذه أقدم ما بيدي من النسخ و رمزت لها (ح).

و هذه النسخة و النسخة الرابعة كنت أكثر اعتمادا عليهما في التصحيح، و هناك أقدم شكري للسيد فخر الدين النصيري الذي أعطاني نسخته و كانت عندي زهاء من تسعة أشهر.

كيفية الاستنساخ و التصحيح‌

: شرعت في الاستنساخ و عندي النسخة الاولى و الثانية و في حينها وصلت الي النسخة الثالثة و رأيت النسخة الثانية مرجحة فجعلتها أصلا و أتيت باختلافات النسخ الاخرى في الحاشية.

و بعد أن تم العمل كذلك قابلتها بنسخ مكتبة ملك و خصوصا نسخة (د) و كنت أعتمد عليها كثيرا.

و في حين الطبع وصلت الي النسخة السابعة و اذ كان العمل خالصا فكنت أراجع إليها في موارد احتمال الغلط و الحاجة.

و لست ادعى ان ما جئت به الكمال المطلوب، و لكنه في حد الميسور و المقدور.

و أحمد اللّه على ما وفقني من نشر هذا الكتاب فانه الموفق لكل صواب.

أنوار الملكوت فى شرح الياقوت تأليف جمال الدين ابى منصور حسن بن يوسف العلامة الحلى بتحقيق محمد نجمى الزنجانى‌


[1] تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام.

[2] خاندان نوبختى: 168- 170.

[3] روضات الجنات و الكنى و الالقاب و تأسيس الشيعة.

[4] نقل جميع هؤلاء الاساتيذ من كتاب روضات الجنات.

اسم الکتاب : أنوار الملكوت في شرح الياقوت المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 2
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست