الكتاب و كتاب محصل
أفكار المتقدمين و المتأخرين لفخر الدين الرازي (ت. 606 ق) تكشف لنا أنّ الياقوت
قد ألّف على ترتيب كتاب الرازي و المؤلّف- أي أبو إسحاق- قبل بعض آراء الرازي و
ردّ على البعض الآخر[1].
آراؤه الكلامية
نشير إليها كما يلي:
1. ذهبت الحكماء إلى
زيادة الوجود على الماهية في الذهن، لا في الخارج و استدلّوا على ذلك بصحّة سلب
الوجود عن الماهية و بافتقار حمل الوجود على الماهية إلى الدليل و بانفكاك الماهية
من الوجود في الذهن و بلزوم اتّحاد كلّ الماهيّات لو كان الوجود عينا لها و بلزوم
التسلسل لو كان الوجود جزءا للماهية[2].
أما أبو الحسن الأشعري و
أبو الحسين البصري و أبو إسحاق ابن نوبخت فذهبوا إلى أنّ الوجود هو نفس الماهيّات،
واجبة كانت أو ممكنة[3].
2. ذهب الشيخ أبو إسحاق
إلى أن الإيمان هو التّصديق القلبي فقط، كما ذهب إليه كمال الدّين ابن ميثم في
قواعده[4] و جمال الدّين مقداد بن عبد اللّه
السّيوري الحلّي في إرشاده[5] و امّا المحقّق الطّوسي و العلّامة الحلّي فذهبا إلى أنّه التصديق
بالقلب و اللسان معا[6]
و ذهب ابن أبي الجمهور الأحسائي[7] إلى أنّ الإيمان لغة هو التّصديق و أمّا شرعا فهو التّصديق
[1] . قد تعرض الشيخ أبو
إسحاق ابن نوبخت لتعريف الموجود على رأي الحكماء و المتكلمين معا، مثلما عرّفه فخر
الدين الرازي في كتاب المحصّل، راجع عنه: تلخيص المحصّل، قول الماتن، ص 93، 122.
[2] . راجع: الحاج ملا
هادي السبزواري، غرر الفرائد في فن الحكمة، 1/ 45- 50.