responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 73

القول في أنّه تعالى كان قادرا عالما حيّا لم يزل و يكون على هذه الصفات لا يزال و أنّها ذاتية له تعالى‌

و الذي يدلّ على أنّه كان لم يزل موصوفا بهذه الصفات أنّه لو اتّصف بها بعد أن لم يكن موصوفا بها للزم أن يكون حاصلا عليها بمؤثّر، إذ ليس يتوقّف حصولها على شروط مترقّبة و ذلك لأنّه لا شرط لكونه حيّا و لا لكونه عالما، لأنّ العالم يعلم المعدوم كما يعلم الموجود ألا ترى أنّ أحدنا يعلم أفعاله قبل أن يفعلها، و الصنّاع يعلمون صنائعهم قبل فعلها، و إلّا لما صحّ منهم إيقاعها محكمة.

و كذلك فإنّا نعلم ما كان أمس و نعلم كثيرا من المستقبلات التي هي معدومة الآن، كالقيامة و البعث و النشور و الثواب و العقاب، و كلّ ذلك معدوم و أمّا كونه قادرا فلا شرط له إلّا عدم المقدور، و هو متحقق لم يزل. فصحّ أنّ هذه الصفات لم تتوقف على شروط مترقّبة، و أنّها لو كانت متجدّدة لكان تجدّدها لمكان مؤثّر.

ثمّ ذلك المؤثّر لا يخلو من أن يكون مؤثّرا مختارا و موجبا فإن كان موجبا لم يخل من أن يكون قديما أو محدثا. و إن كان مؤثّرا مختارا وجب أن يكون ذلك المؤثّر المختار هو اللّه تعالى، إذ لا أحد سواه يجعله قادرا عالما حيّا و إذا كان كذلك وجب أن يسبق كونه حيّا قادرا عالما، ليمكنه تحصيل نفسه على هذه الصفات، لأنّ من لا يكون حيّا قادرا، لا يمكنه تحصيل شي‌ء، و من لا يكون عالما في الجملة بأمر ما من الامور لا يمكنه تحصيل شي‌ء عالما. و إن كان ذلك المؤثّر موجبا قديما،

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست