يصل بالنظر فيها إلى ذلك
العلم، و إن كلّف ظنّا وجب أن يكون متمكّنا من أمارة يصل عندها إلى ذلك الظن.
و يجب أن يتقدّم الدلالة و
الأمارة بزمان يمكن أن يحصل فيه النظر في الدلالة و الأمارة فيؤدّي إلى العلم و
الى الظنّ في الوقت الذي يجب وجودهما فيه.
و يجب أن يكون كامل العقل،
ليتمكّن من النظر في الدلالة و الأمارة.
و يجب أن ينبّه على ما
كلّف بالخواطر عند ذهوله و سهوه عنه لأنّه لا يمكنه امتثال ما كلّف من دون ما
ذكرناه و تكليف ما لا يمكنه قبيح.
و قد يعدّ في إزاحة علّته
حصول ما هو لطف له فيما كلّفه أو تكليف تحصيله إن كان اللطف من فعله و مقدوره.
فجميع ما ذكرناه داخل في
كونه مزاح العلّة.
و أمّا القسم الرابع و هو الراجع إلى المكلّف تعالى فأمور.
منها أن يعلم جميع ما
ذكرناه من أحوال المكلّف و التكليف و ما يتناوله التكليف فعلا و امتناعا، لأنّ ما
ذكرناه من أحوال هذه الأشياء هو شروط حسن التكليف، فلا بدّ من أن يعلمها تعالى
ليحسن منه التكليف، و لا شكّ في أنّه جلّ جلاله يعلم جميع ذلك، لكونه عالما بجميع
ما يصحّ أن يعلم من حيث انّه عالم لذاته من دون اعتبار مخصص.
و منها: أن يكون غرضه أن
يطيع المكلّف فيثيبه إن أطاع، لأنّه إن لم يكن غرضه الطاعة، لم يكن قد كلّفه
الطاعة.
و منها: أن يكون عالما
بأنّه تعالى سيثيبه إن أطاع لأنّه إنّما يحسن التكليف لتعريض الثواب، و لا يكون
التكليف تعريضا له، إلّا إذا علم المكلّف أنّه سيثيبه إن أطاع، و هو لا بدّ أن
يثيبه إن أطاع، لئلّا يكون قد ظلمه، فلا بدّ أن يعلم ذلك لما سبق من أنّه يعلم
جميع ما يصحّ أن يعلم.
و إذا قد ذكرنا في شروط
حسن التكليف اللطف و الخاطر وجب أن أتكلّم