responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 230

عندنا بالدلالة، فمن اين قلتم إنّه صادق؟

إن قالوا: لأنّه أخبر عن أشياء وجدنا مخبراتها على ما تعلّق به خبره كإخباره عن خلق الأرض و السماء و خلق الإنسان من النطفة.

قلنا: و أخباره تعالى التي وصفتموها انّما تكون صدقا إذا قصد بها الإنباء عن السماء و الأرض المخلوقتين و عن الإنسان المخلوق، و لئن قصد بها إلى غير ما ذكرناه لم يكن صدقا كقول القائل: «محمد رسول اللّه»، ان لم يعن به محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب، صلوات اللّه عليه و على آله، فمن أين إنّه تعالى قصد إلى الإنباء عن هذه الأشياء المخلوقة دون غيرها؟

ثمّ يقال لهم لم نساعدكم على انّه تعالى صادق فيما أخبر عنه من السماوات و الأرضين و خلق الحيوانات و غيرها و نلزمكم أن يكون كاذبا، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا في غير ما أخبر عنه بالعبارة و الحرف و الصوت. إذ ما ثبت أنّه أخبر عن غيرهما حتّى تدعو أنّه صادق فيها.

إن قالوا إنّه تعالى أخبر عن كلّ ما يمكن الإخبار عنه صدقا، ظهر بطلان قولهم، إذ ما يمكن الإخبار عنه بالصدق من مستقبلات الامور، من مقدوراته تعالى غير متناهية، و الأخبار متناهية، فكيف يمكن أن يقال إنّه أخبر عن جميعها؟

شبهة للصفاتيّة

قالوا: لو كان اللّه تعالى متكلّما بكلام محدّث من جنس الحروف و الأصوات، لوجب أن يكون ذلك الكلام في محلّ، إذ لا يعقل وجود الحرف و الصوت إلّا في محلّ. فمحلّه لا يخلو إمّا أن يكون ذاته تعالى أو غيره. و ذاته يستحيل أن تكون محلا للحوادث، و لو حلّ غيره لوجب أن يشتقّ لذلك المحلّ الوصف منه بانّه متكلّم، فيكون المحلّ متكلّما بذلك الكلام، لا القديم تعالى.

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست