responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 143

قلنا: فإذا تاب و ندم على فعله فممّن يصدر الندم و التوبة.

إن قالوا: من الظلمة، كانوا قد أضافوا إليها خيرا، و هو الندم على الشرّ و التوبة منه.

و إن قالوا: من النور، كانوا قد أضافوا إلى النور، شرّا، لأنّ التوبة و الاعتذار ممّا لم يفعله الإنسان قبيح.

فإن قالوا: أ ليس راكب الدابّة يعتذر من رفس دابته، و لا يقبح ذلك منه.

قلنا: معاذ اللّه أن يكون معتذرا من رفس الدابّة، و إنّما يعتذر من تفريطه في سوق الدابّة و امتناعه من إيذاء الغير. و على هذا فإنّه لو لم يكن راكبها معها و رفست الدابّة غيره ما كان يحسن منه الاعتذار إلى المرفوس، فان أظهر شيئا يشبه الاعتذار فانّما ذلك إظهار التوجّع و التألم بما أصاب الغير، و ليس ذلك اعتذارا حقيقيّا.

[الرد على المجوس‌]

أمّا المجوس، فانّهم أيضا ثنويّة، يقولون بالنور و الظلمة، يسندون الخير إلى النور، و الشرّ إلى الظلمة، و يقولون: إنّ الأجساد من الظلمة، و الأرواح من النور، و الشرور الواقعة من الإنسان فهي من الجسد و الخيرات من الروح كلّ ذلك بالإيجاب، إلّا أنّهم يثبتون نورا أعظم يسمّونه زروان و هو اللّه تعالى، و يقولون انّ الظلمة هي الشيطان، فمنهم من قال بقدم الشيطان، و منهم من قال بحدوثه و إنّه حدث عن فكرة رديّة عرضت لزروان أو شكّ شكّه.

و الرّدّ عليهم يضاهي الردّ على الثنويّة بأن نقول: النور و الظلمة جسمان، و قد دللنا على حدوث الأجسام، فكيف يكونان قديمين؟

و نقول لمن قال: إنّ الشيطان محدث، و انّه حدث عن فكرة زروان و إنّ الشيطان إذا كان شرّيرا بطبعه الموجب للشرّ فيجب أن يكون الشرّ صادرا من زروان. و هذا بخلاف مذهبهم و لا ينقلب هذا علينا في قولنا: إنّ اللّه تعالى خلق الشيطان، لأنّ الشيطان عندنا مختار، و إنّما يفعل الشرّ بسوء اختياره بخلاف‌

اسم الکتاب : المنقذ من التقليد المؤلف : الحمصي الرازي، سديد الدين محمود    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست