responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 81

المسألة سمي هو و أصحابه، أصحاب المعاني، و زاد على ذلك فقال: الحركة إنما خالفت السكون لا بذاتها، بل بمعنى أوجب المخالفة، و كذلك مغايرة المثل المثل و مماثلته، و تضاد الضد الضد، كل ذلك عنده بمعنى.

و منها، ما حكى الكعبي عنه أن الإرادة من اللّه تعالى للشي‌ء غير اللّه، و غير خلقه للشي‌ء، و غير الأمر: و الإخبار، و الحكم، فأشار إلى أمر مجهول لا يعرف، و قال ليس للإنسان فعل سوى الإرادة، مباشرة كانت أو توليدا، و أفعاله التكليفية من القيام و القعود، و الحركة، و السكون في الخير و الشر كلها مستندة إلى إرادته؛ لا على طريق المباشرة، و لا على طريق التوليد، و هذا عجب، غير أنه إنما بناه على مذهبه في حقيقة الإنسان، و عنده، الإنسان معنى أو جوهر غير الجسد، و هو عالم، قادر، مختار، حكيم ليس بمتحرك، و لا ساكن، و لا متكون، و لا متمكن، و لا يرى؛ و لا يمس، و لا يحس، و لا يجس، و لا يحل موضعا دون موضع، و لا يحويه مكان، و لا يحصره زمان‌ [1]، لكنه مدبر للجسد، و علاقته مع البدن علاقة التدبير و التصرف. و إنما أخذ هذا القول من الفلاسفة، حيث قضوا بإثبات النفس الإنسانية أمرا ما، هو جوهر قائم بنفسه. لا متحيز و لا متمكن، و أثبتوا من جنس ذلك موجودات عقلية مثل العقول المفارقة. ثم لما كان ميل معمر بن عباد إلى مذهب الفلاسفة ميز بين أفعال النفس التي سماها إنسانا، و بين القالب الذي هو جسده؛ فقال: فعل النفس هو الإرادة فحسب. و النفس إنسان، ففعل الإنسان هو الإرادة؛ و ما سوى ذلك من الحركات و السكنات و الاعتمادات فهي من فعل الجسد.

و منها: أنه يحكى عنه أنه كان ينكر القول بأن اللّه تعالى قديم؛ لأن قديم أخذ من قدم يقدم فهو قديم؛ و هو فعل كقولك أخذ منه ما قدم و ما حدث. و قال أيضا:

هو يشعر بالتقادم الزماني، و وجود الباري تعالى ليس بزماني.


[1] وصف الإنسان بما يوصف به الإله سبحانه لأنه وصفه بأن عالم قادر مختار حكيم و هذه الأوصاف واجبة للّه تعالى. ثم نزّه الإنسان عن أن يكون متحركا أو ساكنا أو متلونا ... و اللّه سبحانه منزّه عن هذه الأوصاف.

اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست