السلام. و ختمت الشرائع و
الملل و المناهج و السنن بأكملها و أتمها حسنا و جمالا بمحمد عليه الصلاة و
السلام، قال اللّه تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ
الْإِسْلامَ دِيناً[1].
و قد قيل: خص آدم
بالأسماء، و خص نوح بمعاني تلك الأسماء، و خصّ إبراهيم بالجمع بينهما، ثم خصّ موسى
بالتنزيل، و خصّ عيسى بالتأويل، و خصّ المصطفى، صلوات اللّه عليهم أجمعين، بالجمع
بينهما على ملّة أبيكم إبراهيم.
ثم كيفية التقرير الأوّل،
و التكميل بالتقرير الثاني بحيث يكون مصدقا كل واحد ما بين يديه من الشرائع
الماضية، و السنن السالفة؛ تقديرا للأمر على الخلق، و توفيقا للدين على الفطرة.
فمن خاصية النبوّة: لا يشاركهم فيها غيرهم. و قد قيل إن اللّه عزّ و جلّ أسّس دينه
على مثال خلقه ليستدل بخلقه على دينه، و بدينه على خلقه.