responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 53

الباب الأوّل المسلمون‌

1- قد ذكرنا معنى الإسلام، و نفرق هاهنا بينه و بين الإيمان و الإحسان. و نبيّن ما المبدأ، و ما الوسط، و ما الكمال بالخبر المعروف في دعوة جبريل عليه السلام حيث جاء على صورة أعرابيّ و جلس حتى ألصق ركبته بركبة النبي صلى اللّه عليه و سلّم، و قال: «يا رسول اللّه، ما الإسلام؟ فقال: أن تشهد أن لا إله إلّا اللّه و أنّي رسول اللّه، و أن تقيم الصّلاة، و تؤتي الزّكاة، و تصوم شهر رمضان، و تحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلا. قال: صدقت. ثمّ قال: ما الإيمان؟ قال عليه الصّلاة و السّلام: أن تؤمن باللّه و ملائكته و كتبه و رسله، و اليوم الآخر، و أن تؤمن بالقدر خيره و شرّه. قال:

صدقت. ثمّ قال: ما الإحسان؟ قال عليه الصّلاة و السّلام: أن تعبد اللّه كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك. قال: صدقت. ثمّ قال: متى السّاعة؟ قال عليه الصّلاة و السّلام: ما المسئول عنها بأعلم من السّائل، ثمّ قام و خرج، فقال النبيّ صلى اللّه عليه و سلّم: هذا جبريل جاءكم يعلّمكم أمر دينكم».

ففرّق في التفسير بين الإسلام و الإيمان. و الإسلام قد يرد بمعنى الاستسلام ظاهرا، و يشترك فيه المؤمن و المنافق. قال اللّه تعالى: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا [1] ففرق التنزيل بينهما.

فإذا كان الإسلام بمعنى التسليم و الانقياد ظاهرا موضع الاشتراك، فهو المبدأ.

ثم إذا كان الإخلاص معه بأن يصدّق باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر، و يقر عقدا بأن القدر خيره و شره من اللّه تعالى؛ بمعنى أن ما أصابه لم يكن ليخطئه،


[1] سورة الحجرات: الآية 14.

اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست