responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 252

و مسائلهم تدور على جواز النسخ و منعه. و على التشبيه و نفيه، و القول بالقدر، و الجبر و تجويز الرجعة، و استحالتها.

أما النسخ فكما ذكرنا.

و أما التشبيه فلأنهم و جدوا التوراة ملئت من المتشابهات مثل الصورة، و المشافهة؛ و التكليم جهرا، و النزول على طور سينا انتقالا، و الاستواء على العرش استقرارا، و جواز الرؤية فوقا و غير ذلك.

و أما القول بالقدر فهم مختلفون فيه حسب اختلاف الفريقين في الإسلام.

فالربانيون‌ [1] منهم كالمعتزلة فينا، و القراءون‌ [2] كالمجبرة و المشبهة.

و أما جواز الرجعة فإنما وقع لهم من أمرين: أحدهما: حديث عزير عليه السلام إذ أماته اللّه مائة عام ثم بعثه. و الثاني: حديث هارون عليه السلام، إذ مات في التيه.

و قد نسبوا موسى إلى قتله‌ [3] بألواحه، قالوا: حسده، لأن اليهود كانوا أميل‌ [4] إليه منهم‌


[1] الربانيون و يقال لهم بنو مشتو و معنى مشتو (الثاني) لأنهم يعتبرون أمر البيت الذي بني ثانيا بعد عودهم من الجلاية و خرّبه طيطش، و ينزلونه في الاحترام و الإكرام و التعظيم منزلة البيت الأول الذي ابتدأ عمارته داود و أتمّه ابنه سليمان عليهما السلام و خرّبه بختنصر فصار كأنه يقول لهم أصحاب الدعوة الثانية. و هذه الفرقة بعيدة عن العمل بالنصوص الإلهية، و من مذهبهم القول بما في التوراة على معنى ما فسّره الحكماء من أسلافهم. (راجع المقريزي 4: 368).

[2] القراءون، و هم بنو مقرا. و معنى مقرا: الدعوة و هم لا يعولون على البيت الثاني جملة و دعوتهم إنما هي لما كان عليه العمل مدة البيت الأول و كاد يقال لهم أصحاب الدعوة الأولى، و هم يحكمون نصوص التوراة و لا يلتفتون إلى قول من خالفها و يقفون مع النص دون تقليد من سلف و هم مع الربانيين من العداوة بحيث لا يتناكحون و لا يتجاورون و لا يدخل بعضهم كنيسة بعض. و يقال للقراءين أيضا المبادية لأنهم كانوا يعملون مبادي الشهور من الاجتماع الكائن بين الشمس و القمر و يقال لها أيضا الأسمعيّة، لأنهم يراعون العمل بنصوص التوراة دون العمل بالقياس و التقليد. (راجع المقريزي 4: 369).

[3] في المعجم 6: 70 و التأويل 2: 48: «أصعد هارون إلى جبل عال مشرف، في قبلي البيت المقدس مع أخيه موسى عليهما السلام فلم يعد فاتهمت بنو إسرائيل موسى بقتله، فدعا اللّه حتى أراهم تابوته بين الفضاء على رأس ذلك الجبل ثم غاب عنهم كذا يقول اليهود فسمي الجبل طور هارون لذلك ...».

[4] كان هارون أكبر من موسى بثلاث سنين و أحب إلى بني إسرائيل من موسى لأنه كان لين الغضب.

(القرطبي 7: 289).

اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست