(أ) الحفصيّة[1]: هم أصحاب حفص[2] بن أبي المقدام، تميز عنهم بأن قال إن بين الشرك و الإيمان خصلة
واحدة، و هي معرفة اللّه تعالى وحده. فمن عرفه ثم كفر بما سواه من رسول أو كتاب أو
قيامة أو جنة أو نار، أو ارتكب الكبائر من الزنا، و السرقة، و شرب الخمر، فهو كافر
لكنه بريء من الشرك.
(ب) الحارثيّة[3]: أصحاب الحارث[4] الإباضي. خالف الإباضية في قوله بالقدر على مذهب المعتزلة، و في
الاستطاعة قبل الفعل، و في إثبات طاعة لا يراد بها اللّه تعالى[5].
(ج) اليزيديّة[6]: أصحاب يزيد[7] بن أنيسة قال بتولي المحكمة الأولى قبل الأزارقة، و تبرأ من بعدهم
إلا الإباضية فإنه يتولاهم. و زعم أن اللّه تعالى سيبعث رسولا من العجم، و ينزل
عليه كتابا قد كتب في السماء، و ينزل عليه جملة واحدة.
و يترك شريعة المصطفى محمد
عليه الصلاة و السلام، و يكون على ملة الصابئة
[1] راجع بشأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 104 و التبصير ص 34).
[2] هو أحد أصحاب عبد
اللّه بن إباض. (راجع المقريزي 4: 180 و التعريفات ص 61).
[3] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 105 و التبصير ص 35).
[5] أكفرهم سائر
الإباضية في قولهم في باب القدر بمثل قول المعتزلة لأن جمهورهم على قول أهل السنّة
في أن اللّه تعالى خالق أعمال العباد و في أن الاستطاعة مع الفعل. و زعمت الحارثية
أنهم لم يكن لهم إمام بعد المحكمة الأولى إلّا عبد اللّه بن إباض و بعده حارث بن
يزيد الإباضي. (راجع الفرق بين الفرق ص 105 و التعريفات ص 55).
[6] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 279 و التبصير ص 83 و مقالات الإسلاميين 1: 170).
[7] يزيد بن أنيسة. و
في المحدثين من اسمه زيد بن أبي أنيسة، له ترجمة في ميزان الاعتدال للذهبي برقم
2990 و قد يختلط بهذا على بعض الناس. كان يزيد من البصرة ثم انتقل إلى جور من أرض
فارس و كان على رأي الإباضية من الخوارج ثم خرج عن قول جميع الأمة بقوله إن شريعة
الإسلام تنسخ في آخر الزمان برسول من العجم ينزل عليه كتاب و أتباعه هم الصابئون
المذكورون في القرآن.