responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 152

الإيمان، و يتبرأ منهم على ما علم أنهم صائرون إليه في آخر أمرهم من الكفر، و أنه سبحانه لم يزل محبا لأوليائه مبغضا لأعدائه.

و يحكى عنهم أنهم يتوقفون في أمر عليّ رضي اللّه عنه، و لا يصرحون بالبراءة [1] عنه، و يصرحون بالبراءة في حق غيره.

6- الثعالبة [2]

أصحاب ثعلبة [3] بن عامر، كان مع عبد الكريم بن عجرد يدا واحدة إلى أن اختلفا في أمر الأطفال فقال ثعلبة: إنا على ولايتهم صغارا و كبارا حتى نرى منهم إنكارا للحق و رضا بالجواز، فتبرأت العجاردة من ثعلبة، و نقل عنه أيضا أنه قال:

ليس له حكم في حال الطفولة من ولاية و عداوة، حتى يدركوا و يدعوا. فإن قبلوا فذاك، و إن أنكروا كفروا. و كان يرى أخذ الزكاة من عبيدهم إذا استغنوا، و إعطاءهم منها إذا افتقروا.


[1] غير أن أهل السنّة ألزموا الحازمية على قولها بالموافاة أن يكون علي و طلحة و الزبير و عثمان من أهل الجنة، لأنهم من أهل بيعة الرضوان الذي قال اللّه تعالى فيهم: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ و قالوا لهم: إذا كان الرضا من اللّه تعالى عن العبد إنما يكون عن علم أنه يموت على الإيمان وجب أن يكون المبايعون تحت الشجرة على هذه الصفة. و كان علي و طلحة و الزبير منهم و كان عثمان يومئذ أسيرا فبايع له النبي صلّى اللّه عليه و سلّم و جعل يده، بدلا عن يده، و صحّ بهذا بطلان قول من أكفر هؤلاء الأربعة. (راجع الفرق بين الفرق ص 94- 95).

[2] راجع في شأن هذه الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 100 و مقالات الإسلاميين و التبصير ص 33).

[3] سمّاه عبد القاهر في الفرق بين الفرق: ثعلبة بن مشكان. و الأشعري لم يزد عن: «ثعلبة». و في خطط المقريزي هو كما ذكره المؤلف هاهنا.

و روى المقريزي و عبد القاهر البغدادي و الأسفراييني سبب اختلاف ثعلبة مع ابن عجرد فقالوا ما ملخصه: أن رجلا من العجاردة خطب إلى ثعلبة بنته، فقال له: بين مهرها فأرسل الخاطب امرأة إلى تلك البنت يسألها هل بلغت البنت؟ فإن كانت قد بلغت و قبلت الإسلام على الشرط الذي تعتبره العجاردة لم يبال كم كان مهرها. فقالت أمّها: هي مسلمة في الولاية بلغت أم لم تبلغ. فأخبر بذلك عبد الكريم بن عجرد و ثعلبة فاختار عبد الكريم البراءة من الأطفال قبل البلوغ. و قال ثعلبة: نحن على ولايتهم صغارا و كبارا إلى أن يبين لنا منهم إنكار للحق. فلما اختلفا في ذلك برئ كل واحد منهما من صاحبه و صار ثعلبة إماما.

اسم الکتاب : الملل و النحل المؤلف : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست