أصحاب الأطراف في ترك ما
لم يعرفوه من الشريعة إذا أتوا بما يعرف لزومه من طريق العقل، و أثبتوا واجبات
عقلية كما قالت القدرية. و رئيسهم غالب بن شاذك من سجستان، و خالفهم عبد اللّه
السديوري[1] و تبرأ منهم.
و منهم المحمدية أصحاب
محمد بن رزق، و كان من أصحاب الحسين بن الرقاد، ثم برئ منه.
(و) الشّعيبيّة[2]: أصحاب شعيب بن محمد، و كان مع ميمون
من جملة العجاردة، إلا أنّه برئ منه حين أظهر القول بالقدر.
قال شعيب: إن اللّه تعالى
خالق أعمال العباد، و العبد مكتسب لها قدرة و إرادة، مسئول عنها خيرا و شرا، مجازي
عليها ثوابا و عقابا، و لا يكون شيء في الوجود إلا بمشيئة اللّه تعالى، و هو على
بدع الخوارج في الإمامة و الوعيد، و على بدع العجاردة في حكم الأطفال، و حكم القعدة
و التولي و التبرّي.
(ز) الحازمية[3]: أصحاب حازم بن عليّ، أخذوا بقول شعيب
في أن اللّه تعالى خالق أعمال العباد، و لا يكون في سلطانه إلا ما يشاء، و قالوا
بالموافاة، و أن اللّه تعالى إنما يتولى العباد على ما علم أنهم صائرون إليه في
آخر أمرهم من
[1] في بعض النسخ: عبد
اللّه السرنوي، نسبة إلى سرنو من قرى استراباذ من نواحي طبرستان. (المعجم 5: 76).
[2] راجع في شأن هذه
الفرقة. (الفرق بين الفرق ص 95 و التبصير ص 32 و مقالات الإسلاميين 1: 165).
[3] في الفرق بين
الفرق: الخازمية بالخاء و في التعريفات: الجازمية بالجيم.
راجع في شأن هذه الفرقة.
(الفرق بين الفرق ص 94 و التعريفات ص 50).
و الحازمية هم أكثر
عجاردة سجستان، و قد قالوا في باب القدر و الاستطاعة و المشيئة بقول أهل السنّة:
أن لا خالق إلّا اللّه و
لا يكون إلّا ما شاء اللّه و أن الاستطاعة مع الفعل. و أكفروا الميمونية الذين
قالوا في باب القدر و الاستطاعة بقول القدرية المعتزلة عن الحق.
ثم إن الحازمية خالفوا
أكثر الخوارج في الولاية و العدوة و قالوا إنهما صفتان من اللّه تعالى ... و في
التعريفات الجازمية (بالجيم) هم أصحاب جازم بن عاصم وافقوا الشعيبيّة.