اسم الکتاب : الأربعين في اصول الدين المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 61
ضعيفا. قال: أ ليس كان قد
نقل عنّي؟ فقال: تبت يا رسول اللّه. فدعا له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم
بالشفاء فأصبح و قد زال ما به.
و قال صلى اللّه عليه و
سلم: «من احتجم يوم الثلاثاء لسبعة عشر كان دواء السّنة».
و قال صلى اللّه عليه و
سلم: «من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومنّ إلا نفسه».
و قال صلى اللّه عليه و
سلم: «إذا انقطع شسع نعل أحدكم فلا يمش في نعل واحد حتى يصلح شسعه».
و قال صلى اللّه عليه و
سلم: «و إذا ولدت امرأة فليكن أول ما تأكل الرطب، فإن لم يكن فتمر، فإنه لو كان
شيء أفضل منه لأطعمه اللّه عزّ و جلّ مريم حين ولدت عيسى عليه السلام».
و قال صلى اللّه عليه و سلم:
«إذا أتي أحدكم بالحلواء فليصب منه، و إذا أتي أحدكم بالطيب فليمسّ منه». و أمثال
ذلك في العادات كثيرة، و لا يخلو شيء منها عن سرّ.
خاتمة في ترتيب الأوراد
و تنعطف على الأمور العشرة:
اعلم أن هذه العبادات التي
فصلناها، منها ما يمكن الجمع بينها، كالصوم و الصلاة و القراءة، و منها ما لا يمكن
الجمع بينها، كالقراءة و الذكر و القيام بحقوق الناس و الصلاة[1]؛ فينبغي أن يكون من أهم أمورك توزيع
أوقاتك على أصناف الخيرات من صباحك إلى مسائك؛ و من مسائك إلى صباحك. و تعلّم أن
مقصود العبادات تأكيد الأنس بذكر اللّه عز و جل، للإنابة إلى دار الخلود، و
التجافي عن دار الغرور. و لن يسعد في دار الخلود إلا من قدم على اللّه سبحانه
محبّا له. و لا يكون محبّا له إلا من كان عارفا به، مكثرا لذكره. و لا يحصل
المعرفة و الحب، إلا بالفكر و الذكر الدائم. و لن يدوم الذكر في القلب، إلا بالمذكّرات،
و هي العبادات المستغرقة للأوقات على التعاقب.
و لاختلاف أصنافها زيادة
تأثير في التذكير، و منع الملال، و سقوط أثره عن القلب بالدوام الذي ينتهي إلى حد
الاعتياد.
نعم، إن كنت والها باللّه
عز و جل، مستغرقا به، لم تفتقر إلى ترتيب الأوراد، بل
[1] هكذا في النسخة
وردت كلمة الصلاة فيما يمكن الجمع بينها و فيما لا يمكن.
اسم الکتاب : الأربعين في اصول الدين المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 61