responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأربعين في اصول الدين المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 21

الناقصة ألفاظها و سننها أنها صحيحة، كقول الطبيب في الوصيفة المقطوعة أطرافها أنها حية و ليست بميتة، فإن كان ذلك كافيا في التقرب بها إلى السلطان و نيل الكرامة منه، فاعلم ان الصلاة الناقصة صالحة أيضا للتقرب بها إلى اللّه سبحانه و نيل الكرامة، و إن أوشك أن يردّ ذلك على المهدي و يزجر، فلا يبعد مثل ذلك في الصلاة، فإنها قد تردّ على المصلي كالخرقة الخلقة [1] كما ورد في الخبر. و اعلم أن أصل الصلاة التعظيم و الاحترام، و إهمال آداب الصلاة يناقض التعظيم و الاحترام.

المحافظة الثالثة: أن تحافظ على روح الصلاة، و هي الإخلاص و حضور القلب في جملة الصلاة، و اتصاف القلب في الحال بمعانيها؛ فلا تسجد و لا تركع إلا و قلبك خاشع متواضع على موافقة ظاهرك، فإن المراد خضوع القلب لا خضوع البدن؛ و لا تقل «اللّه أكبر» و في قلبك شي‌ء أكبر من اللّه تعالى؛ و لا تقل‌ «وَجَّهْتُ وَجْهِيَ» إلا و قلبك متوجه بكل وجهه إلى اللّه و معرض عن غيره؛ و لا تقل: «الْحَمْدُ لِلَّهِ» إلا و قلبك طافح بشكر نعمه عليك فرح به مستبشر؛ و لا تقل‌ «وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ» إلا و أنت مستشعر ضعفك و عجزك، و أنه ليس إليك و لا إلى غيرك من الأمر شي‌ء. و كذلك في جميع الأذكار و الأعمال، و شرح ذلك يطول، و قد شرحناه في كتاب الإحياء.

فجاهد نفسك في أن تردّ قلبك إلى الصلاة حتى لا تغفل من أولها إلى آخرها، فإنه لا يكتب للرجل من صلاته إلا ما عقل منها. فإن تعذر عليك الإحضار- و ما أراك إلا كذلك- فانظر، فإن كان قدر الغفلة مقدار ركعتين، فلا تعد الصلاة، و لكن افهم أن النوافل‌ [2] جوابر الفرائض، فتنفّل بمقدار أن يحضر القلب فيها في مقدار ركعتين، فكلما زادت الغفلة، زد في النوافل حتى يحضر قلبك مثلا في عشر ركعات بمقدار أربع ركعات و هو قدر فرضك، فمن رحمة اللّه عليك أن قبل منك جبران الفرائض بالنّوافل. فهذه أصول المحافظة على الصلاة.


[1] الخلقة: البالية.

[2] النوافل: جمع نافلة و هو ما تفعله مما لم يفرض عليك أو يجب عليك فعله من العبادات. و النوافل أيضا العطايا.

اسم الکتاب : الأربعين في اصول الدين المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست