responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 4  صفحة : 66

ثم قد رأيت أفعالنا فيك وقدرتنا على النأي عنك وسعة البلاد دونك وأن من كان يصرفك عنا وعن صلتنا كان أقل لك نفعا وأضعف عنك دفعا منا وقد وضح الصبح


وقولهما : وقطعت رجاؤنا ، إشارة إلى ما نقل من أنهما قالا لأمير المؤمنين عليه‌السلام : قد علمت جفوة عثمان لنا وميلة إلى بني أمية مدة خلافته ، وطلبا منه أن يوليهما الكوفة والبصرة فمنعهما فسخطا وفعلا ما فعلا ، وكان جميع الفتن التي وقعت بعد ذلك متفرعا على نكثهما وبغيهما ، وكانا يلبسان على أهل البصرة وغيرهم ويقولان : نحن نطلب منه دم عثمان وأنه قتل ظلما ، والحال أنهما كانا من قاتليه وخافا من أن يطلبا بدمه ، فأحالاه عليه صلوات الله عليه ، وصارا من الطالبين بدمه ، وذكر ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام في مواضع كما هو مذكور في النهج وغيره.

وقد ذكر الفريقان أن طلحة حرض الناس على قتل عثمان وجمعهم في داره ، وأنه منع الناس ثلاثة أيام من دفنه ، وأن حكيم بن حزام وجبير بن مطعم استنجدا به عليه‌السلام في دفنه ، وأقعد لهم طلحة في الطريق أناسا يرميهم بالحجارة ، فخرج نفر من أهله يريدون به حائطا في المدينة يعرف بحش كوكب ، وكانت اليهود تدفن فيه موتاهم ، فلما صار هناك رجم سريره فهموا بطرحه فأرسل إليهم علي عليه‌السلام فكفهم عنه ثم دفن بحش كوكب ، ونقلوا أنه جادل في دفنه بمقابر المسلمين وقال : إنه ينبغي أن يدفن بمقابر اليهود ، ومن أراد تفصيل القول في ذلك فليراجع إلى كتابنا الكبير.

والنأي : البعد « دونك » منصوب بالظرفية ، أي ورائك من البلاد التي لست فيها « وإن من كان يصرفنا زعما » أن بعض أصحابه عليه‌السلام منعه من إنجاح مطالبهما كعمار وأضرابه ، وهذا باطل لأنه عليه‌السلام كان يعمل بالكتاب والسنة ، وبما يلهمه الله من العلوم اللدنية.

« وقد وضح الصبح » هذا مثل يضرب لمن غفل عن الواضح جدا ، فإن الصبح إذا أضاء يراه كل من له عين « انتهاك لنا » أي مبالغة في هتك حرمتنا ونسبة النكث

اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 4  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست