اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 4 صفحة : 313
فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلىاللهعليهوآله فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل
والمؤمن لا يوصف ، فمن احتمل حديثهم فقد حدهم ، ومن حدهم فقد وصفهم ، ومن وصفهم بكمالهم فقد أحاط بهم وهو أعلم منهم ، وقال : نقطع عمن دونه فنكتفي بهم لأنه قال صعب على كل أحد حيث قال صعب ، فالصعب لا يركب ولا يحمل عليه ، لأنه إذا ركب وحمل عليه فليس بصعب.
وقال المفضل قال أبو جعفر عليهالسلام : إن حديثنا صعب مستصعب ذكوان أجود [١] لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، أما الصعب فهو الذي لم يركب بعد ، وأما المستصعب فهو الذي يهرب منه إذا رأى ، وأما الذكوان فهو ذكاء المؤمنين وأما الأجود فهو الذي لا يتعلق به شيء من بين يديه ولا من خلفه ، هو قول الله : « نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ » فأحسن الحديث حديثنا ، لا يحتمل أحد من الخلائق أمره بكماله حتى يحده ، لأن من حد شيئا فهو أكبر منه ، وقد شرحنا الخبر في كتابنا الكبير.
وهذه الأحاديث أكثرها في غرائب شؤونهم ونوادر أحوالهم ومعجزاتهم ، وبعضها في غوامض علوم المبدأ والمعاد وعويصات مسائل القضاء والقدر وأمثال ذلك مما تعجز عن إدراكها العقول.
« فما ورد عليكم » من كلام أبي جعفر عليهالسلام ، وقال الجوهري : اشمأز انقبض واقشعر « فردوه » أي قولوا الله ورسوله والعالم من آل محمد يعلمون معناه وما أرادوا به ، ولا يبلغ فهمنا إليه أو المعنى سلوا معناه عنهم حتى تفهموا وتلين له قلوبكم إشارة إلى قوله تعالى : « وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ » [٢].