responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 4  صفحة : 292

البتوت قد انتهكتهم العبادة قال فو الله لأنساني ما كنت فيه من حسن هيئة القوم فلما دخلت عليه قال لي أراني قد شققت عليك قلت أجل والله لقد أنساني ما كنت فيه قوم مروا بي لم أر قوما أحسن هيئة منهم في زي رجل واحد كأن ألوانهم الجراد الصفر قد انتهكتهم العبادة فقال يا سعد رأيتهم قلت نعم قال أولئك إخوانك من الجن قال فقلت يأتونك قال نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم


الظاهر أن مراده أن خروجهم كان على فجأة بدون اطلاع مني عليه قبله ، أو حدث ذلك بعد يأسى من الدخول دفعة بلا مهلة ، وقيل : أن مصدرية فاعل لبث ، أي كان خروجهم بدون تراخي بعضهم من بعض فكأنهم خرجوا دفعة ، والجراد اسم جنس جرادة أقيم مقام الجمع بقرينة الصفر ، وفي سورة القمر : « كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ » [١].

وقال الجوهري : البت الطيلسان من خز ونحوه والجمع البتوت ، وفي القاموس نهكه كمنعه غلبه ، والثوب لبسه حتى خلق نهكا ونهكا ونهاكة ، والضرع نهكا استوفي جميع ما فيه ، والحمى أضنته وهزلته وجهدته كنهكته كفرح وانتهكته ، انتهى.

وكان فاعل أنساني الضمير الراجع إلى أن خرج ومفعوله : ما كنت فيه ، أي المشقة الحاصلة من حرارة الشمس وتتبع الأفياء ومن للتعليل.

ويحتمل أن يكون من للتبعيض والظرف فاعلا لأنساني ، أي شيء من حسن هيئتهم « قد شققت عليك » أي أوقعتك في المشقة « أجل » بالتحريك أي نعم « في زي رجل واحد » في الصحاح : الزي اللباس والهيئة وأصله زوي ، أي كان جميعهم على هيئة واحدة أو كانوا لاجتماعهم على طريقة واحدة كأنهم رجل واحد كما قيل ، والأول أظهر.

« كان ألوانهم الجراد » أي ألوان الجراد ، وقيل الألوان الأنواع والمراد هنا الشركاء في تمام الحقيقة النوعية وهو بعيد « رأيتهم » استفهام تقريري « إخوانك » أي أهل دينك « عن معالم دينهم » أي ما يعلمون به دينهم.

ويدل على أن الجن يمكن للناس رؤيتهم حتى لغير الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام


[١] الآية : ٧.

اسم الکتاب : مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 4  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست