responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 8  صفحة : 158

التي لا تتوقف معرفة التكليف على معرفتها و ربما احتج الخصم على كون العبد موجدا لافعاله (بالظواهر آيات تشعر بمقصوده و هي أنواع* الاول فيه اضافة الفعل الى العبد نحو فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ذلك بأن اللّه لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم* الثانى ما فيه مدح و ذم) نحو و ابراهيم الذي و في كيف تكفرون باللّه (و) ما فيه (وعد و وعيد) كقوله‌ مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ‌ (و هو أكثر من أن يحصى* الثالث الآيات الدالة على ان أفعال اللّه تعالى منزهة عما يتصف به فعل العبد من تفاوت و اختلاف و قبح و ظلم) كقوله تعالى‌ ما تَرى‌ فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ‌ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلَقَهُ‌ وَ ما ظَلَمْناهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ‌* (الرابع تعليق أفعال العباد بمشيئتهم) أي الآيات الدالة عليه (نحو فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ* الخامس الامر بالاستعانة نحو إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‌ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ‌) و لا معنى للاستعانة فيما يوجده اللّه في العبد فيما يوجده العبد باعانة من ربه* (السادس اعتراف الأنبياء بذنوبهم) كقول آدم عليه السلام ربنا ظلمنا أنفسنا و قول يونس عليه السلام سبحانك إنى كنت من الظالمين* (السابع ما يوجد) في الآخرة (من الكفار و الفسقة من التحسر و طلب الرجعة نحو ارجعونى لعلي أعمل صالحا لو أن لي كرة فأكون من المحسنين الجواب ان هذه الآيات معارضة بالآيات الدالة على ان جميع الافعال بقضاء اللّه و قدره) و إيجاده و خلقه نحو (وَ اللَّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ) أي عملكم (خالق كل شي‌ء) و عمل العبد شي‌ء فعال لما يريد و هو يريد الايمان) اجماعا (فيكون فعالا له و كذا الكفر اذ لا قائل بالفصل و) معارضة (بالآيات المصرحة بالهداية و الاضلال و الختم نحو يضل به كثيرا و يهدى به كثيرا و ختم اللّه على قلوبهم و هى محمولة على حقائقها


تعالى فالرد الثانى مردود فتأمل (قوله الاول ما فيه اضافة الفعل الى العبد) لما ثبت بالدلائل أن الكل بقضاء اللّه تعالى و قدرته وجب جعل هذه ألفاظ مجازات عن السبب العادى أو جعل هذه الاسنادات مجازات لكون العبد سببا لهذه الأفعال كما في بنى الامير المدينة (قوله أي عملكم) مبنى على ما ذهب إليه سيبويه من ان ما مصدرية لاستغنائه عن الحذف و لو جعلت موصولة تم الاستدلال أيضا لان كلمة ما عامة يتناول جميع ما يعملونها من الاوضاع و الحركات و غير ذلك قيل على تقدير جعل ما مصدرية أيضا يحتاج الى جعل اضافة عملكم لافادة العموم و الا فالعمل بمعنى المعمول و هو يصدق على مثل السرير بالنسبة الى النجار و لا خلاف في انه مخلوق له تعالى و يرد عليه انه لا اضافة في الآية حتى يتصور حملها بمعونة المقام على الاستغراق ثم انه لا حاجة إليه لان العمل هاهنا بمعنى المعمول‌

اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 8  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست