responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 8  صفحة : 142

الروية ممكنة لما كان طالبها عاتيا) أي مجاوزا للحد (مستكبرا) رافعا نفسه الى مرتبة لا يليق بها (بل كان ذلك نازلا منزلة طلب سائر المعجزات) الآية (الثانية و اذا قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى اللّه جهرة) أي عيانا (فأخذتكم الصاعقة و أنتم تنظرون) و لو أمكنت الرؤية لما عاقبهم بسؤالها في الحال* الآية (الثالثة يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا اللّه جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم سمي) اللّه (ذلك) السؤال (ظلما و جازاهم به في الحال) بأخذ الصاعقة و لو جاز) كونه مرئيا (لكان سؤالهم) هذا (سؤالا لمعجزة زائدة) و لم يكن ظلما و لا سببا للعقاب (و الجواب ان الاستعظام انما كان لطلبهم الرؤية تعنتا و عنادا و لهذا استعظم انزال الملائكة) في الآية الاولى (و استكبروا انزال الكتاب) في الآية الثالثة (مع امكانهما) بلا خلاف (و لو كان لاجل الامتناع لمنعهم موسى عن ذلك فعله) أي منعه (حين طلبوا) أمرا ممتنعا (و هو أن يجعل لهم إلها اذ قال بل أنتم قوم تجهلون و لم يقدم) موسى (على طلب الرؤية الممتنعة بقولهم) و طلبهم (و قد مر) هذا في المسلك النقلى من مسلكي صحة الرؤية الثالثة من تلك الشبه (قوله تعالى لموسى‌ لَنْ تَرانِي‌ و لن للتأبيد و اذا لم يره موسى) أبدا (لم يره غيره اجماعا و الجواب منع كون لن للتأبيد بل هو للنفى) المؤكد (في المستقبل فقط كقوله تعالى‌ وَ لَنْ يَتَمَنَّوْهُ‌) أي الموت (أَبَداً و) لا شك انهم (يتمنوه في الآخرة) للتخلص عن العقوبة (الرابعة) منها (قوله تعالى‌ وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ) حصر تكليمه للبشر في الوحى الى الرسل‌


كانت للوم على ترك الفعل و اذا وليت المستقبل كانت للحث (قوله و جازاهم به فى الحال) أى عاقبهم بذلك الظلم و أجاب بعض شراح الكتاب عن هذه الشبهة الثانية بأن مقتضى هذه الآيات امتناع الرؤية فى الدنيا و لا مزيد فيها عليه اذ لا يعلم منها عدم جواز الرؤية مطلقا و لا عدم الوقوع فى الآخرة و هو محل البحث و فيه بحث لانه اذا سلم دلالة الآيات على امتناع الرؤية فى الدنيا ثبت مطلوبهم لانها اذا امتنعت فى الدنيا امتنعت فى جميع الأوقات لان امتناع الشي‌ء حكم ثابت له اما لذاته أو لصفة لازمة له فلا يتصوّر زواله و طريان الامكان (قوله لطلبهم الرؤية تعنتا و عنادا) و أيضا جاز أن يكون الاستعظام لطلبهم الرؤية فى الدنيا و على طريق الجهة و المقابلة على ما عرفوا من حال الأجسام و الاعراض (قوله كقوله تعالى‌ وَ لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً) لا يخفى أن نظم هذه الآية ظاهر فى التأبيد و لما تحقق انهم يتمنوه فى الآخرة علم أن المراد التأبيد بالنسبة الى أوقات الدنيا فمنع كون لن للتأبيد مطلقا و التنظير بهذه الآية محل تأمل اللهم الا أن يقال التأبيد الممنوع دلالة لن عليه هو التأبيد بالنسبة الى جميع الأوقات فتأمل (قوله أو يرسل رسولا)

اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 8  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست