responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 1  صفحة : 132

الصواب (و بالعكس) أي و يرى الكثير واحدا (كالرحى اذا أخرج من مركزها الى محيطها خطوط) كثيرة (متقاربة) في الوضع (بألوان مختلفة فانها اذا دارت) سريعة جدا (رؤيت) تلك الالوان الكثيرة (كاللون الواحد الممتزج) المؤلف (منها) و السبب في ذلك ان ما أدركه الحس الظاهر يتأدى أولا الى الحس المشترك ثم الى الخيال فاذا أدرك البصر مثلا لونا و انتقل منه بسرعة الى لون آخر كان أثر اللون الأول باقيا في المشترك عند


واحدة فيري واحدا اما اذا لم يستعمل الحاستين على ذلك الوضع بل على وضع يعتاده من لا حول له يرى الواحد اثنين و لذا قال الشارح رحمه اللّه فقلما (قوله ان ما أدركه الحس الظاهر) سواء كان الادراك باتصال الشعاع أو بالانطباع (قوله يتأدى) ليس المراد بالتأدي الانتقال لاستحالته على الصورة بل الحصول فيه بعد الحصول بالحس الظاهر (قوله ثم الى الخيال) ذكره استطرادا و لا مدخل له في الغلط


الصواب لا يدل على انه يرى الواحد واحدا فربما يراه اثنين لكن باعتياده المذكور يجزم بان ما يراه اثنين واحد و قد يجاب بان الادراكات تتوقف على التفات النفس فاذا رأت الواحد اثنين و علم ان الواقع ليس كذلك يعرض عن احدى الصورتين و لا يلتفت إليها فلا يحصل بسببه ادراك الواحد اثنين فلا يتجه ان سبب الغلط موجود فكيف لا يغلط و يؤيده ما قيل ان ما يقع عليه شعاع البصر قريب من نصف كرة العالم و عند الالتفات الى نقطة لا بدرك الا تلك النقطة و انت خبير بان اعتقاد ان الواقع ليس كذلك متحقق في الاحوال الجعلى أيضا بل هو فيه أظهر فينبغي ان لا يرى الواحد اثنين أيضا و تحقيق مراد الشارح عندى ان الاحول الفطرى ربما يحرف العصبتين من الوضع الخلقى بالنسبة إليه فيجد الوضع الخلقى بالنسبة الى نوعه اذ انحراف المنحرف قد يؤدى إلى الاستقامة فمعنى كلامه ان الاحول الفطري لما كان واقفا على خطأ حكمه بمقتضى حسه حال كونه على الوضع الطبيعى بالنسبة الى شخصه بحرف العصبتين طالبا لادراكه بوجه آخر مغايرا لما أدركه أولا فيجد الاستقامة و هذا الوجدان صار ملكة له لاعتياده بالوقوف على الصواب و كيفيته الا يرى انه اذا نظر الى شي‌ء يعتبر وضعه في النظر فمنهم من هو كأنه ينظر بمؤخر عينيه و منهم من ينظر بوجه آخر على حسب وجدانه الاستقامة و به يظهر ان قلما في عبارة الشرح ليس للنفي الصرف و ان كان قد يستعمل لذلك كما صرح به أبو على فتأمل فانه دقيق و ان غفل عنه الناظرون كلهم (قوله ثم إلى الخيال) هذا مما لا دخل له في أصل المقصود و انما المراد من ذكره بيان ان أولية التأدى الى الحس المشترك بالنسبة إلى التأدي الى الخيال لا الحس الظاهر

اسم الکتاب : شرح المواقف المؤلف : ايجى- مير سيد شريف    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست